responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي المؤلف : عبد الشافى محمد عبد اللطيف    الجزء : 1  صفحة : 311
هو المعروف بليون الفلكي الرومي، حيث دخل في مفاوضات مع الإمبراطور تيوفيلوس بهذا الشأن، ونجح في مسعاه، يقول الأستاذ فازيليف: «ونحن نعرف ما كان من مفاوضات متكررة دخل فيها الإمبراطور تيوفيلوس والمأمون أكثر من مرة، في أمير ليون العالم الرومي المهندس الفلكي، وكان هذا الخليفة المتنور يتوق إلى رؤية ليون ولو لوقت محدود، ليستفيد من علمه الواسع في الرياضيات ... ومن الشيق أن نلاحظ رغم هذه الحروب المتصلة أن علاقة العرب الشرقيين والروم فيما عدا الحرب لم تتميز قط بصفة الخصومة، بل كانت أقرب إلى التواد وقد نستطيع أن نتخذ دليلا على ذلك من حملة إفسوس العلمية التي عرضت لها آنفا، والتي كانت مختلطة رومية وعربية، ومن مثول ليون الفلكي الرومي في بلاط بغداد، والواقع أن بيزنطة كانت تحتفظ للعرب بمكان الصدارة بين جيرانها» [1] .
لا يمكن في هذا البحث القصير أن نأتي على ذكر الوفود والبعثات التي تبادلها الخلفاء والأباطرة فهذا موضوع كبير ويحتاج إلى دراسات أكاديمية كثيرة. وإنما قصدنا من هذه النماذج التي قدمناها أن نبرهن للناس على أن علاقات المسلمين والبيزنطيين لم تكن عدائية قائمة على الحروب والصراع بل كانت حياة إنسانية بكل ما تعني هذه العبارة فيها العداء والخصام، وفيها الود والسلام وتبادل المنافع.
وكان للمجاملات مكان واسع في علاقات الدولتين، حيث كانت تأتي الوفود من إحداهما إلى الآخرى للتهنئة بحدث سعيد، كتولية خليفة أو إمبراطور، فعندما تم بناء بغداد في عهد أبي جعفر المنصور أرسلت الدولة البيزنطية وفدا للتهنئة برئاسة أحد البطارقة، فاستقبل الوفد في بغداد استقبالا لائقا، أمر المنصور وزيره الربيع بن يونس أن يطوف بالوفد ربوع المدينة الجديدة ويشرح له معالمها [2] والطريف أن البطريق كانت له عدة ملاحظات أبداها للخليفة الذي اهتم بها وعمل ببعضها [3] .

* التعاون بين الدولتين في المجالات العمرانية:
لم تكن الدولة البيزنطية ترسل وفودها إلى عاصمة الخلافة الإسلامية للتهنئة بإنجاز

[1] فازيليف العرب والروم (ص 19) مرجع سابق.
[2] كان من التقاليد المعمول بها في استقبال الوفود الزائرة بين الدولتين أن الوفد عند ما يصل إلى الحدود يكون في انتظاره وفد على مستواه يستقبله ويصحبه إلى قصر الضيافة ويكون في صحبته طوال إقامته.
[3] انظر عن هذه السفارة: تاريخ الطبري (7/ 653) ، وابن الفراء رسل الملوك (ص 39) .
اسم الکتاب : السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي المؤلف : عبد الشافى محمد عبد اللطيف    الجزء : 1  صفحة : 311
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست