responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الديباج المؤلف : معمر بن المثنى، أبو عبيدة    الجزء : 1  صفحة : 25
أبو عبيدة قال: حدثني سلام بن أبي خيرة، عن سعيد، عن قتادة: أن يزيد بن عبد الملك لما قدم العراق، قال: أخبرني عن أهل العراق فقد رأيتهم، فقلت: أخبرك عنهم بما علمت، كان اليماني يأتيني في الجاهلية، فأرده فأعرف الحياء في قفاه فلا يعود، وكان التميمي يجيئني في الحاجة فأرده فيعود إلى كأنني لم أرده، وكان الربعي يجيئني في الحاجة فأرده فأعرف الوعيد في قفاه.
أبو عمرو المدني: أن رغلة بن الفرزدق الأسود بن شريك الشيباني دخل على عبد الملك بن مروان ففخر بقومه، فذكر أنه ليس في بكر بن وائل مثلهم، فقال عبد الملك: فأين أنت من بني قيس بن ثعلبة إن منهم لحيين ما يزيدك عليهم حيان، عمرو بن مرثد في الجاهلية، وبنو مسمع في الإسلام.
وحدثني أبو جعفر الكوفي وغيره: أن حماداً الرواية كان ذات يوم قاعداً في نفر من بكر بن وائل وتميم فتنازعوا الحديث فقال هؤلاء: قتلنا منكم وقال هؤلاء: قتلنا منكم، قال: فأطرق حماد ثم قال لبني تميم: أتجيئون بثلاثة أسمتهم لكم من فرسان مضر قتلتهم بكر بن وائل.
أحدهم: زيد الفوارس الضبي، قتيل المسلبين من بني تيم الله بن ثعلبة.
والثاني: طريف بن تميم العنبري قتيل حمصية الشيباني.
والثالث: علقمة بن زرارة قتيل أشيم بن شراحيل.
أبو عبيدة قال: غزا زيد الفوارس بن حصين بن ضرار بن عمرو بن مالك بن زيد بن بجالة بن ذهل بن بكر بن سعد بن حنبة بكر بن وائل في الرباب وسعد، وزعت بكر بن وائل أنهم كانوا في غارة فألح عليهم أبو عمرو المسلب وأخوه عمرو فقتلاه، فانهزمت سعد والرباب، فقال قيس بن عاصم في كلمة له على لسان منفوسة بنت زيد وكانت عند قيس:
لقد غادر السعدي حزماً ونائلاً ... لدى جبل الأمرار زيد الفوارس
فتى كان يقرى الضيف في قمع الذري ... ويؤمن من سرح عند المحابس
أبو عبيدة قال: كان فرسان العرب تقنع عكاظ، فكان أول من وضع القناع طريف بن تميم العنبري، وكان فارساً شاعراً فأتاه حمصيصة ابن جندل بن قتادة الشيباني فجعل يتأمله، فقال له طريف: مالك تشد النظر إلى: إني لأرجو أن أقتلك، وكانت العرب لا تقتل في الأشهر الحرم، فتعاهد لئن تلاقيا بعد يومهما في غير الأشهر الحرم لا يفترقان حتى يقتل أحدهما صاحبه، أو يقتل دونه، فقال طريف:
أو كلما وردت عكاظ قبيلة ... بعثوا إلى عريفهم يتوسم
ولكل بكرى إلى عداوة ... وأبو ربيعة شانئ ومحلم
لا تنكروني أنني أنا ذاكم ... شاك سلاحي في الحوادث معلم
تحتي الأغر وفوق جلدي نثرة ... زغف ترد السيف وهو مثلم
قال: فالتقوا بعد بمبايض، وهو ماء قريب من أرض بني تميم وعلى بكر هانئ بن مسعود، فالتقى طريف وحمصيصة فقتله حمصيصة فذلك قوله:
ولقد دعوت طريف دعوة جاهل ... سفها وأنت بمنظر قد تعلم
فأتيت حيا في الحروب محلهم ... والجيش باسم أبيهم يستهزم
فوجدتهم يرعون حول ديارهم ... بسلاً إذا هاب الفوارس أقدموا
وإذا اعتزوا بأبي ربيعة أقبلوا ... بكتائب دون السماء تلملم
سلبوك درعك والأغر كليهما ... وبني أسيد أسلموك وخضم
قال: وأما أشيم بن شراحيل فإنه قتل علقمة بن زرارة في بعض وقعاته فشد لقيط بن زرارة بعد ذلك على أشيم فقتله، فقال في ذلك:
إن تقتلوا منا غلاماً فإننا ... أبأنا به مأوى الصعاليك أشيما
قتلت به خير الضبيعات كلها ... ضبيعة قيس لا ضبيعة أضجما
وآليت لا آسى على هلك هالك ... ولا فقد مال بعدك اليوم علقما
تناوله بشر بن عمرو بضربة ... على النحر بلت جيب سرباله دما
جدعنا به أنف اليمامة كلها ... فأصبح عرنين اليمامة أخشما
فأجابه عمرو بن شراحيل أخو أشيم:
ألا أبلغا عني لقيطاً رسالة ... فما أنت أما ذكرك اليوم علقما
لقد علم الأقوام أن أخاكم ... كفاه أخونا حين أقدما
فأقسم لو لاقيته غير محرم ... لألحقك الماضي أخيك علقما

اسم الکتاب : الديباج المؤلف : معمر بن المثنى، أبو عبيدة    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست