responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الديباج المؤلف : معمر بن المثنى، أبو عبيدة    الجزء : 1  صفحة : 15
فلما سألت الناس عنكم وجدتكم ... براذين شهباً ربطت حول مذود
فإن شئتم نافرتكم عن أبيكم ... إلى من رضيتم من تهام ومنجد
لقد كان قينا ينفخ الكير حقبة ... كأن بخديه نفاضة إثمد
يقول: إنما أكفيائي أهل بيتين؛ أهل معبد بن زراة وآل بدر.
قال أبو عمرو: فلما قدمت العراق وجدتهم يزيدون آل ذي الجدين ولا أعلم في ربيعة بيتاً كبيت الجارود ولا أعرف لربيعة داراً أمنع من البحرين، ولا أعلم رجلا أكرم من الحكم بن المنذر بن الجارود الذي يقول فيه مجنون بني الحرماز:
يا حكم بن المنذر بن الجارود
أنت الجواد بن الجواد المحمود
سرادق المجد عليك ممدود
نبت في الجود وفي جذم الجود
والعود قد ينبت في أصل العود
وأما الكلبي فكان يعد أولها بيت خندف في قريش.
المتنافرون في الجاهلية ثلاثة
عامر بن الطفيل، وعلقمة بن علاثة الجعفريان، وتنازعا في الرئاسة حين أهتر عامر بن مالك ملاعب الأسنة، فقال علقمة: أنا أحق بها منك؛ لأن الأحوص بن جعفر كانت له ولم تكن لأبيك، فقال عامر: أنا أحق بها منك، لأني أفضل منك فتحاكما إلى هرم بن قطبة ابن سنان الفزاري. فقال عامر بن الطفيل لعمه عامر بن مالك: أعني، فقال له: سبني يا ابن أخي فأبى، فقال: أبو براء وأنا لا أسب عمي وقال:
أمر أن أسب أبا شريح ... ولا والله أفعل ما حييت
ولا أهدي إلى هرم لقاحا ... فيحيا بعد ذلك أو يميت
فشخص بنو مالك بن جعفر مع عامر ومعه لبيد بن ربيعة. وشخص بنو الأحوص بن جعفر مع علقمة بن علاثة ومعه الحطيئة، ومع كل واحد منهما ثلاثمائة بعير يعطي الحاكم منها مائة، ويعقر مائة ويأكل هو أصحابه في الطريق مائة، فلما بلغ هرماً دنوهما استخفى فجعلا يتهاتران.
فقال علقمة: أنا عفيف وأنت عاهر، وأنا ولود وأنت عاقر وأنا أقرب إلى ربيعة، وكانت أمه منهم.
فقال عامر:
فاخترتني بيشكر بن بكر
والنجيين أهل سيف البحر
وجمع عبد القيس أهل النمر
هذا أوان أخذت للنصر
وقال لبيد:
يا هرم بن الأكرمين منصبا
إن الذي يعلو عليها ترتبا
لخيرنا خالاً وعماً وأبا
فطبق المفصل واغنم طيبا
وقال لبيد:
يا هرماً وأنت خير عدل
هل توهنن حسبي وفضلى
وإن ولد الأحوص يوماً قبلي
ثم لحقت بانطلاق رسلي
قد علموا أنا خيار الطبل
فعن له السندري بن عيساء فقال:
إني لمن يسأل عني السندري
أنا الغلام الأحوصي الجعفري
وقال:
وهل فيكم يوم كيوم جبلة
يوم أتتنا أسد وحنظلة
والملكان والجموع أزفلة
كأنهم مهنوة مدجلة
نعلوهم بقضب منتخلة
لم تعد أن أفرش عنها الصقلة
وكان الأحوص رئيس هوازن وعبس وغنى وباهلة يوم جبلة، فقال عامر: يا لبيد أما ترى إلى العبد؟ فقال: والله لا أجعل عرضي إلى ابن السوداء، وقال:
ولما دعاني عامر لأسبهم ... أبيت وإن كان ابن عيساء ظالما
لكيلا يكون السندري نديدنا ... واجعل أعماماً عموماً عماعما
وجعل الحطيئة يقول ولا يحقق:
وما ينظر الحكام في الفضل بعدما ... بدا واضح ذو غرة وحجول
فلما رأوا هرما لا يظهر توجهوا إلى عكاظ فلقي أعشى بني قيس عامراً، فقال: ما الخطب يا أبا علي؟ فأخبره، وقال: إني قائل أبياتاً أتقول عليه وأزعم أنكما حكمتماني ثم، وأنا واقف في سوق عكاظ أنشدها فينشدها قواعد أصحابك أن يعقروا الإبل ويحفظ الشعر، ففعل وغدا الأعشى فقال ورفع عقيرته، أي صوته بالغناء:
علقم لا لست من عامر ... الناقض الأوتار والواتر
سدت بني الأحوص لم تعدهم ... وعامر ساد بني عامر
ساد وألفى رهطه سادة ... وكابراً سادوك عن كابر
من يجعل الجد الظنون الذي ... جنب صوب اللجب الماطر
مثل الفرات إذا ما طما ... يقذف بالبوصى والماهر
حكمتوه فقضى بينكم ... أبلج مثل القمر الزاهر

اسم الکتاب : الديباج المؤلف : معمر بن المثنى، أبو عبيدة    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست