responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدارس في تاريخ المدارس المؤلف : النعيمي، عبد القادر    الجزء : 1  صفحة : 488
وبالركنية شهرا ودرس بالركنية وكان بيده حصة من التدريس بالزنجيلية وغيره ذلك وكان بيده جهات كثيرة وكانت سيرته في القضاء جيدة من جهة الأخذ على القضاء لم يسمع ذلك عنه إلا أنه لا يتوفق في شيء ويحكم بما دب ودرج ويعسر على المشارع في ذلك المدح في حكمة لعلمه وعدم الأخذ على القضاء فهلك بذلك خلق كثير أقاله الله تعالى عثرته ورحمه بموته وكان لا يهتدي إلى معرفة الصواب بل الغالب سلامة الفطرة وعليه مأخذ في دينه ومباشرته الأوقاف وكان يشغل بالجامع ويفتي وهو عين مذهبه بدمشق من مدة وكان لا يحسن تعليم الطلبة ولا يتصرف في البحث وغيره وإنما ينقلل ما يحفظه ويستحضر فوائد غريبة ولقد بحثت معه مرة من مدة قريبة فسألته عن تحقيق شيء فقال أنتم تنقلون وتتصرفون ونحن ننقل ولا نتصرف وقال للي في ختم مسلم بالجامع الأموي وقد نقل شيئا فنازعته أنا وغيري فيه فقال لي خمسون سنة أبحث مع العلماء وهم يكذبوني ولا أغصب وكان عنده كرم الله تعالى وجهه نفس وتواضع وقدر في آخر عمره أنه ولي القضاء من غيره سؤال وكان السبب في ذلك أن القاضي شمس الدين بن العز استعفى والقاضي شمس الدين الصفدي لم يقبل الولاية بما وضع عليه فغضب السلطان الأشرف برسباي وأراد أن يولي ثالثا فذكر له فولاه القضاء وتدريس القصاعين لا غير وجاءته الولاية في أثناء شعبان من غيره سعي منه ولا طلب فباشر ذلك دون الخمسة أشهر ولم يسمع عنه ما يحمد به بل كان له حرمة لما كان نائبا أكثر منها لما كان مستقلا بالقضاء ودفن بسفخ قاسيون عند والدته بالقرب من زاوية اللشيخ عبد الرحمن ابن أبي بكر بن داود رحمه الله تعالى وكانت جنازته مشهودة حضرها النائب والحاجب والأمراء والقضاة والفقهاء وخلق من الناس وصلي عليه بالجامع المظفري فقدم في الصلاة عليه القاضي الشافعي السراج الحمصي وأرسل القاضي الشافعي المذكور ولاية للقاضي زين الدين عبد الباسط ناظر جيش مصر بوظائفه يتقرب إلى خاطره بذلك انتهى.
ثم قال في أول سنة أربعين: وقاضي القضاة الحنفي شمس الدين الصفدي

اسم الکتاب : الدارس في تاريخ المدارس المؤلف : النعيمي، عبد القادر    الجزء : 1  صفحة : 488
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست