اسم الکتاب : الدارس في تاريخ المدارس المؤلف : النعيمي، عبد القادر الجزء : 1 صفحة : 359
الأمير الكبير جمال الدين النجيبي أبو سعد الصالحي أعتقه الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل وجعله من أكابر الأمراء ولاه استداريته ثم استنابه بالشام تسع سنين فاتخذ فيها المدرسة النجيبية ووقف عليها أوقافا دارة واسعة لكن لم يقدر للمستحقين قدرا يناسب ما وقفه عليهم ثم عزله السلطان واستدعاه إلى مصر فأقام بها مدة بطالا ثم مرض بالفالج أربع سنين وقد عاده في بعضها الملك الظاهر ولم يزل به حتى كانت وفاته ليلة الجمعة خامس شهر ربيع الآخر بالقاهرة بداره بدرب الملوخية ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة بتربته التي أنشأها بالقرافة الصغرى وقد كان بني لنفسه تربة النجيبية وفتح لها شبابيك إلى الطريق فلم يقدر دفنه بها وكان كثير الصدقة محبا للعلماء محسنا إليهم حسن الإعتقاد شافعي المذهب متغاليا في السنة ومحبة الصحابة رضي الله تعالى عنهم وبغض الروافض ومن جملة أوقافه الحسان البستان والأراضي التي وقفها على الجسورة التي قبلي جامع كريم الدين[1] اليوم وعلى ذلك أوقاف كثيرة وجعل النظر في أوقافه لابن خلكان انتهى. وقال فيها: وفي العشر الأول من ذي القعدة فتحت المدرسة النجيبية وحضر تدريسها قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان ثم نزل عنها لولده كمال الدين موسى وفتحت الخانقاه النجيبية وقد كانت أوقافهما تحت الحوطة إلى الآن انتهى وقد مرت ترجمة قاضي القضاة هذا في المدرسة الأمينية وأنه توفي بغيوان هذه المدرسة وقال ابن كثير في سنة تسعين وستمائة: وفيها درس الخطيب عزالدين الفاروثي بالمدرسة النجيبية عوضا عن كمال الدين موسى بن خلكان انتهى وقد مرت ترجمة الخطيب عزالدين في المدرسة الظاهرية الجوانية. وقال ابن كثير في سنة إحدى وتسعين وستمائة: وفي يوم الإثنين سابع جمادى الآخرة درس بالنجيبية الشيخ ضياء الدين عبد العزيز الطوسي [2] بمقتضى نزول الفاروثي له عنها انتهى. والشيخ ضياء الدين [1] توفي سنة 724هـ إبن كثير 14: 120. [2] شذرات الذهب 6: 14.
اسم الکتاب : الدارس في تاريخ المدارس المؤلف : النعيمي، عبد القادر الجزء : 1 صفحة : 359