اسم الکتاب : الدارس في تاريخ المدارس المؤلف : النعيمي، عبد القادر الجزء : 1 صفحة : 253
ثلاثة عشرة[1] وسبعمائة وثانيهما طقطاي الأمير عز الدين داوادار الأمير سيف الدين يلبغا اليحيوي كان ممن حمل راية السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون وأنما أعطاه ليلبغا فعمله دوادارا وكان يقول عنه هذا قرابتي وهو حدث وكان قد سلم قياده إليه وهو النائب وحديث الناس معه في سائر الأمور ولم يكن يقول شيئا فيخالفه وهو حسن الوجه عاقل كثير الاطراق قليل الكلام ساكن كثير الخير عديم الشر لم يؤذ أحدا ولا تطلع إلى مال أحد نعم إن أهدى الناس إليه شيئا قبله ورعى له خدمة وكان ينفع أصحابه كثيرا واعطاه الملك الكامل إمرة عشرة بدمشق فكتب إليه ونحن على منزلة الكسوة نريد التوجه إلى الصيد بنواحي الأزرق وقد ورد المرسوم بذلك منه:
ياسيدا رب العلى ... لكل خير يسره
ومن حباه طلعة ... بالبشر أمست يعمره
ومن له محاسن ... ترضي الكرام البرره
تهن أمر إمرة ... ابناؤها مشتهره
بها الوجوه قد غدت ... ضاحكة مستبشرة
تناله كامله ... مضروبة في عشره
ثم لما خلع الكامل وتولى الملك المظفر توجه إليه من دمشق فرعى له خدمة مدحه ورسم له بامرة طبلخانات ولم يزل عند أستاذه خطيبا إلى أن توجه معه في نوبة أستاذه وخروجه على الكامل وتوجه معه إلى حماة وامسك مع بقية الأمراء وجهز معه إلى مصر مع أخيه يلبغا فجهز إلى الإسكندرية ثم إن الأمير سيف الدين شيخو والأمير سيف الدين صرغتمش[2] شفعا فيه عند الملك فأفرج عنه وعن أخيه يلبغا وأقام هو عند شيخو وجهز يلبغا إلى حلب وذلك في شهر رجب سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ثم إنه أعطى امرية [1] شذرات الذهب 6: 40. [2] ابن كثير 14: 275.
اسم الکتاب : الدارس في تاريخ المدارس المؤلف : النعيمي، عبد القادر الجزء : 1 صفحة : 253