اسم الکتاب : الدارس في تاريخ المدارس المؤلف : النعيمي، عبد القادر الجزء : 1 صفحة : 113
28 - المدرسه الأسعردية
وبها تربته المعروفة بمدرسة الخواجا إبراهيم[1] بالجسر الأبيض قال الشيخ تقي الدين بن قاضي شهبة في الذيل: في جمادى الآخرة سنة ست عشرة وثمانمائة وقد خرب في هذه السنة ثلاثة مساكن وهي أحسن مساكن بساتين دمشق الدهيشة وبستان النشوة على حافة ثورى بالقرب من الربوة وبستان ابن جماعة بالمزة ولكن هذا الثالث نقلت آلته إلى مدرسة الخواجا إبراهيم الأسعردي وانتفع الناس بها. وقال: في ذي الحجة سنة سبع عشرة فرغت عمارة الخواجا إبراهيم الأسعردي بالجسر الأبيض ومات وهي في غاية الحسن ورتب بها وظائف كثيرة وقال في شهر رجب سنة ست عشرين وثمانمائة: وممن توفي فيه من الأعيان الخواجا الكبير برهان الدين إبراهيم بن مبارك شاه الأسعردي كان والخواجا شمس الدين بن المزلق[2] اكبر التجار بدمشق وله المتاجر السائرة في البلدان قد أعطاه الله تعالى المال والبنين وكان عنده كرم وإحسان للفقراء وعمر المدرسة المشهورة على الجسر الأبيض وتأنق في بنائها وعمل بها تربة ورتب بها فقراء ومقرئة يقرؤون القرآن وهي من أحسن عمائر دمشق توفي في آخر نهار الجمعة انقطع يومين فقط ودفن من الغد بتربته وهو في عشر الستين ولم يحتفل الناس بجنازته بالنسبة إلى ما احتفلوا لما توفي ولده وترك أموالا وبضائع لا تحصى وقيل إنه مات وعلى طوالته كثير من الخيول المسومة التي لا نظير لها وخلف ولدين شابين حسنين وزوجة ووالدة وزوجته بنت الخواجا شمس الدين بن مزلق سامحه الله تعالى وبلغني أنه توفي في هذه المدة وفي هذا الفصل من بيته عشرون نفسا انتهى والله سبحانه وتعالى أعلم. [1] شذرات الذهب 7: 172. [2] شذرات الذهب 7: 363.
اسم الکتاب : الدارس في تاريخ المدارس المؤلف : النعيمي، عبد القادر الجزء : 1 صفحة : 113