اسم الکتاب : الحوادث الجامعة والتجارب النافعة المؤلف : ابن الفوطي الجزء : 1 صفحة : 15
أنظر تجد نظم الثريا في ذرى ... شرفاته وضياء نور المشتري
ضحك الزمان وذاك بعد عبوسه ... ورأى الصواب وذالك بعد تحير
فالأفق بين مفضض ومذهب ... والجو بين مكوفر ومعنبر
والأرض حاسرة القناع كأنها ... خود تبرج في رداء أخضر
تزهو بما عمر الخليفة فوقها ... علما لاحكام البشير المنذر
بالجانب الشرقي باشاطي الذي ... هو طور سينا كل صاحب منبر
ومنها:
ماحق دجلة أن تفوه بلفظة ... قهرت وأي مساجل لم يقهر
غلب العطاء الماء فيها وانثنى ... سدا يفوق صناعة الاسكندر
أن أصبحت بحرا فإن بنانه ... بافاضة المعروف خمسة أبحر
وضع الإمام بها أساس بنائه ... والموج بين مجمجم ومزمجر
قصراً ومدرسة لمن طلب الغنى ... أو رام شأو العالم المتجر
هي جنة الفردوس يجري تحتها ... من ماء دجلة ماء نهر الكوثر
حصباؤها در النظام وتربها ... مسك الجندب؟ وطينها كالعنبر
أضحى سليمان الزمان وأهله ... مستخدما فيها بجنة عبقر
لبس الغبي بها شهامة ماهر ... وغدا المقل مزاحما للمكثر
لم تخل من حبر وشيخ فاضل ... يروي الحديث وساجد ومعفر
قد كانت الفقهاء قبل بنائها ... في كل قطر واحد لم يذكر
فرقى يشق على المريد طلابها ... في الشرع والمطلوب كالمعتذر
فاليوم قد جمعت أمور الدين في ... أرجائها وأزيل عذر المقصر
وأورد بعده جماعة كثيرة، ثم ذكر المدرسان المقدم ذكرهما الدروس كل واحد منهما على حدته، والنائبان كل واحد منهما تحت السدة ثم قسمت الأرباع فسلم ربع القبلة الأيمن إلى الشافعية، والربع الثاني يسرة القبلة للحنفية، والربع الثالث يمنة الداخل للحنابلة، والربع الرابع يسرة الداخل للمالكية، وأسكنت بيوتها وغرفها وأجري لهم الجراية الوافرة. عملاً بشرط الواقف، ثم نهض نصير الدين وأرباب الدولة والحاضرون وكان يومئذ الخليفة جالساً في الشباك الذي في صدر الإيوان، ينظر جميع ماجرت الحال عليه. تلخيص شروط هذه المدرسة
شرط أن يكون عدة الفقاء مائتين وثمانية وأربعين متفقها من كل طائفة أثنان وستون بالمشاهرة الوافرة والجراية الدارة واللحم الراتب والمطبخ الدائر إلى غير ذلك من الحلواء، والفواكه، والصابون والبزر، والفرش، والتعهد، وشرط أن يكون في دار الحديث التي بها شيخ عالي الأسناد وقارئان وعشرة أنفس يشتغلون بعلم الحديث النبوي، وأن يقرأ الحديث في كل يوم سبت واثنين وخميس من كل أسبوع، وشرط لهم الجراية، والمشاهرة، والتعهد أسوة بالفقهاء وشرط، أن يكون في الدار المتصلة بالمدرسة، ثلاثون صبياً أيتاماً يتلقنون القرآن المجيد من مقرىء متقن صالح، ويحفظهم معيد معه ولهم من الجراية، والمشاهرة، والتعهد، ما للمشتغلين بعلم الحديث، وشرط، أن يرتب بها طبيب حاذق مسلم، وعشرة أنفس من المسلمون يشتغلون بعلم الطب، ويوصل إليهم مثل ما للمقدم ذكرهم، وأن يكون الطبيب يطب من يعرض له مرض من أرباب هذا الوقف، ويعطي المريض ما يوصف له من أدوية وأشربة وغير ذلك، وشرط أن يكون بها من يشتغل بعلم الفرائض والحساب إلى غير ذلك، مما إذا أستقصي ذكره، طال تعداده.
ذكر عدة حوادث
في تاسع رجب، رتب القاضي أبو النجيب عبد الرحمن بن القاضي يحيى بن القاسم التكريتي ناظراً في مصالح المدرسة المستنصرية، ورتب العدل عبد الله بن ثامر مشرفاً عليه، ورتب معهما العدل أبو منصور الفاضل بن محمد كاتباً، ورتب العدل بن أبي البدر خازناً، وخلع على جميع.
وفي شهر رمضان، وصل محيي الدين يوسف بن الجوزي من مصر وخلع عليه بذار الوزارة، خلعة التدريس على الحنابلة، بالمدرسة المستنصرية، وحضرالمدرسة بالخلعة ومعه جميع الولاة والحجاب فجلس على السدة وخطب وذكر دروساً.
وفي ذي القعدة، توفي محيي الدين أبو المظفر بن البوقي، أصله من واسط من أولاد الفقهاء، أحب التصرف ودخل فيه فخدم عدة خدمات آخرها صدرية بلاد خوزستان، بقي على ذلك مدة ثم عزل.
اسم الکتاب : الحوادث الجامعة والتجارب النافعة المؤلف : ابن الفوطي الجزء : 1 صفحة : 15