اسم الکتاب : الحملة الأخيرة على القسطنطينية في العصر الأموي المؤلف : السويكت، سليمان الجزء : 1 صفحة : 450
صور من الروايات التي تصف أحداث الحصار والموقف الإسلامي والبيزنطي:
على أي حال أصبح اليون إمبراطوراً جديداً للدولة البيزنطية، وصار تبعاً لذلك المسؤول الأول عن الدفاع عن القسطنطينية وتخليصها من الأزمة التي تعيشها، وأسفر عن ما كان يخفيه عن المسلمين من المخادعة والمكر، ومحاولة إضعافهم بكافة ما يستطيع من الوسائل والسبل، ولا غرابة في ذلك؛ فهو يبني لنفسه مجداً، وينافح عن بني دينه ووطنه. وظهر لمسلمة بن عبد الملك خطؤه، واشتد أسفه، وغلبته كآبة وهم عظيم[1]، ولكن هيهات بعد فوات الأوان.
وهنا نقف بعد أن تكشفت الأمور عند بعض الأحداث أثناء الحصار لاستجلائها، ومعرفة الموقف الإسلامي والبيزنطي أثناء وغِبَّ ذلك.
استعراض القوى:
يصف الليث بن تميم الفارسي وهو أحد المشاركين في الحملة البحرية مشهداً أثار انتباهه وتعجبه؛ فذكر أنه بعد أن تكاملت القوى الإسلامية أمام أسوار القسطنطينية صف المسلمون قواتهم صفاً طويلاً جداً، أو صفين ـ لم ير الليث مثلهما في حياته ـ مع الكراديس[2] الكثيرة، وأظهروا (السلاح في ألف مركب بين محرقات وقوادس فيها الخزائن.. والمعينات فيها المقاتلة [3]، وذلك [1] العيون والحدائق ص 30. [2] كتائب الخيل، واحدها كردوس. لسان العرب، مادة (كردس) . [3] تاريخ دمشق 50/338، وانظر 45/374. والمحرقات: قال في لسان العرب مادة (حرق) الحراقات سفن فيها مرامي نيران، وقيل هي المرامي نفسها. والقوادس: هي السفن الكبار. لسان العرب مادة (قدس) ويؤيده ما ذكر في النص من حمل الخزائن والأمتعة فيها. أما المعينات: فذكر في النص أنها التي تحمل الجنود والمقاتلة.
اسم الکتاب : الحملة الأخيرة على القسطنطينية في العصر الأموي المؤلف : السويكت، سليمان الجزء : 1 صفحة : 450