responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البداية والنهاية - ط الفكر المؤلف : ابن كثير    الجزء : 1  صفحة : 135
أَعْمَالَهُمْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقالُوا يَا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ من الْمُرْسَلِينَ 7: 77. وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى قَتْلَهَا مِنْهُمْ رَئِيسَهُمْ قُدَارَ بْنَ سَالِفِ بْنِ جُنْدَعٍ وَكَانَ أَحْمَرَ أَزْرَقَ أصهب وَكَانَ يُقَالُ إِنَّهُ وَلَدُ زَانِيَةٍ وُلِدَ عَلَى فراش سالف وهو ابن رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ صِيبَانُ. وَكَانَ فِعْلُهُ ذَلِكَ بِاتِّفَاقِ جَمِيعِهِمْ فَلِهَذَا نُسِبَ الْفِعْلُ إِلَى جَمِيعِهِمْ كُلِّهِمْ وَذَكَرَ ابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ ثَمُودَ اسْمُ إِحْدَاهُمَا صدوق ابنة المحيا ابن زهير بن المختار وَكَانَتْ ذَاتَ حَسَبٍ وَمَالٍ وَكَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ فَفَارَقَتْهُ فَدَعَتِ ابْنَ عَمٍّ لَهَا يقال له مصرع بْنُ مَهْرَجِ بْنِ الْمُحَيَّا وَعَرَضَتْ عَلَيْهِ نَفْسَهَا إِنْ هُوَ عَقَرَ النَّاقَةَ وَاسْمُ الْأُخْرَى عُنَيْزَةُ بِنْتُ غُنَيْمِ بْنِ مِجْلَزٍ وَتُكْنَى أُمَّ عُثْمَانَ وَكَانَتْ عَجُوزًا كَافِرَةً لَهَا بَنَاتٌ مِنْ زَوْجِهَا ذُؤَابِ بْنِ عَمْرٍو أَحَدِ الرُّؤَسَاءِ فَعَرَضَتْ بَنَاتَهَا الْأَرْبَعَ عَلَى قُدَارِ بْنِ سَالِفٍ إِنْ هُوَ عَقَرَ النَّاقَةَ فَلَهُ أَيُّ بَنَاتِهَا شَاءَ فَانْتُدِبَ هَذَانِ الشَّابَّانِ لِعَقْرِهَا وَسَعَوْا فِي قَوْمِهِمْ بِذَلِكَ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ سَبْعَةٌ آخَرُونَ فَصَارُوا تِسْعَةً وَهُمُ الْمَذْكُورُونَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ 27: 48 وَسَعَوْا فِي بَقِيَّةِ الْقَبِيلَةِ وَحَسَّنُوا لَهُمْ عَقْرَهَا فَأَجَابُوهُمْ إِلَى ذَلِكَ وَطَاوَعُوهُمْ فِي ذَلِكَ فَانْطَلَقُوا يَرْصُدُونَ النَّاقَةَ فَلَمَّا صَدَرَتْ مِنْ وِرْدِهَا كَمَنَ لها مصرع فَرَمَاهَا بِسَهْمٍ فَانْتَظَمَ عَظْمَ سَاقِهَا وَجَاءَ النِّسَاءُ يزمرن الْقَبِيلَةِ فِي قَتْلِهَا وَحَسَرْنَ عَنْ وُجُوهِهِنَّ تَرْغِيبًا لَهُمْ فَابْتَدَرَهُمْ قُدَارُ بْنُ سَالِفٍ فَشَدَّ عَلَيْهَا بِالسَّيْفِ فَكَشَفَ عَنْ عُرْقُوبِهَا فَخَرَّتْ سَاقِطَةً إِلَى الْأَرْضِ وَرَغَتْ رَغَاةً وَاحِدَةً عَظِيمَةً تُحَذِّرُ وَلَدَهَا ثُمَّ طَعَنَ فِي لَبَّتِهَا فَنَحَرَهَا وَانْطَلَقَ سَقْبُهَا وهو فصيلها فصعد جبلا منيعا ودعا ثَلَاثًا وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ أَنَّهُ قَالَ يَا رَبِّ أَيْنَ أُمِّي ثُمَّ دَخَلَ فِي صَخْرَةٍ فَغَابَ فِيهَا وَيُقَالُ بَلِ اتَّبَعُوهُ فَعَقَرُوهُ أَيْضًا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ 54: 29- 30.
وَقَالَ تَعَالَى إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ الله ناقَةَ الله وَسُقْياها 91: 12- 13 أَيِ احْذَرُوهَا فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها وَلا يَخافُ عُقْباها) 91: 14- 15 قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نمير حدثنا هاشم هو أبو عزرة عن أبيه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ قَالَ خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ النَّاقَةَ وَذَكَرَ الَّذِي عَقَرَهَا فَقَالَ (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها) 91: 12 انبعث لها رجل من غارم عَزِيزٌ مَنِيعٌ فِي رَهْطِهِ مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ. أخرجاه من حديث هشام بن عَارِمٌ أَيْ شَهْمٌ عَزِيزٌ أَيْ رَئِيسٌ مَنِيعٌ أَيْ مُطَاعٌ فِي قَوْمِهِ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن خيثم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خيثم عن يَزِيدَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ أَلَا أُحَدِّثُكَ بِأَشْقَى النَّاسِ قَالَ بَلَى قَالَ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا أُحَيْمِرُ ثَمُودَ الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ وَالَّذِي يَضْرِبُكَ يَا عَلِيُّ عَلَى هَذَا يَعْنِي قَرْنَهُ حَتَّى تَبْتَلَّ مِنْهُ هَذِهِ يَعْنِي لِحْيَتَهُ. رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ. وَقَالَ تَعَالَى فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقالُوا

اسم الکتاب : البداية والنهاية - ط الفكر المؤلف : ابن كثير    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست