responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث المؤلف : ابن كثير    الجزء : 1  صفحة : 266
قَتَلُوهُ.
قِيلَ رَجَمًا.
وَقِيلَ عَضًّا وَقِيلَ وَثَبُوا إِلَيْهِ وَثْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَقَتَلُوهُ * وَحَكَى ابْنُ اسحق عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ وطئوه بأرجلهم حتى أخرجوا قصبته [من دبره] [1] .
وَقَدْ رَوَى الثَّوْرِيُّ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ كَانَ اسْمُ هَذَا الرَّجُلِ حَبِيبَ بْنَ مُرَى * ثُمَّ قِيلَ كَانَ نَجَّارًا وَقِيلَ حَبَّالًا.
وَقِيلَ إِسْكَافًا.
وَقِيلَ قَصَّارًا وَقِيلَ كَانَ يَتَعَبَّدُ فِي غَارٍ هُنَاكَ فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَانَ حَبِيبٌ النَّجَّارُ قَدْ أَسْرَعَ فِيهِ الْجُذَامُ وَكَانَ كَثِيرَ الصَّدَقَةِ قَتَلَهُ قَوْمُهُ.
ولهذا قال تعالى: (ادْخُلِ الْجَنَّةَ) يَعْنِي لَمَّا قَتَلَهُ قَوْمُهُ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجنَّة فلمَّا رأى فِيهَا مِنَ النَّضْرَةِ وَالسُّرُورِ (قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) يَعْنِي لِيُؤْمِنُوا بِمَا آمَنْتُ بِهِ فَيَحْصُلَ لَهُمْ مَا حَصَلَ لِي.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ نَصَحَ قَوْمَهُ فِي حَيَاتِهِ (يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) وَبَعْدَ مَمَاتِهِ (يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي من المكرمين) رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَكَذَلِكَ قَالَ قَتَادَةُ لا يلقى المؤمن إلا ناصحاً لا يلقى غَاشًّا لَمَّا عَايَنَ مَا عَايَنَ مِنْ كَرَامَةِ الله (يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي من المكرمين) تمنى والله أَنْ يَعْلَمَ قَوْمُهُ بِمَا عَايَنَ مِنْ كَرَامَةِ الله وما هو عَلَيْهِ قَالَ قَتَادَةُ فَلَا وَاللَّهِ مَا عَاتَبَ اللَّهُ قَوْمَهُ بَعْدَ قَتْلِهِ (إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فإذا هم خَامِدُونَ) وَقَوْلُهُ تَعَالَى (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ) أَيْ مَا احْتَجْنَا فِي الِانْتِقَامِ مِنْهُمْ إِلَى إِنْزَالِ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ عَلَيْهِمْ.
هَذَا مَعْنَى ما رواه ابن اسحق عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ [2] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ * قَالَ مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ جُنْدًا أَيْ رِسَالَةً أُخْرَى قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ وَالْأَوَّلُ أَوْلَى.
قُلْتُ: وَأَقْوَى، وَلِهَذَا قَالَ (وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ) أَيْ وَمَا كُنَّا نَحْتَاجُ [3] فِي الِانْتِقَامِ إِلَى هَذَا حِينَ كَذَّبُوا رُسُلنَا وَقَتَلُوا وَلِيَّنَا (إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ) .
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ الَّذِي لِبَلَدِهِمْ ثُمَّ صَاحَ بِهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ أَيْ قَدْ أُخْمِدَتْ أَصْوَاتُهُمْ وَسَكَنَتْ حَرَكَاتُهُمْ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ عَيْنٌ تَطْرِفُ.
وَهَذَا كُلُّهُ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْقَرْيَةَ لَيْسَتْ أَنْطَاكِيَةَ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ أُهْلِكُوا بِتَكْذِيبِهِمْ رُسُلَ اللَّهِ إِلَيْهِمْ وَأَهْلُ أَنْطَاكِيَةَ آمَنُوا وَاتَّبَعُوا رُسُلَ الْمَسِيحِ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ إِلَيْهِمْ فَلِهَذَا قِيلَ إِنَّ أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلُ مدينة

[1] من القرطبي.
وقصبته: أمعاؤه.
وقيل في قتله: عن الحسن: حرقوه حرقا.
[2] في نسخة: أشياخه.
[3] في نسخة: محتاجين.
[*]
اسم الکتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث المؤلف : ابن كثير    الجزء : 1  صفحة : 266
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست