responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنس الجليل المؤلف : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    الجزء : 1  صفحة : 404
فِي الصُّلْح وبذل لَهُم الْمُسلمُونَ تَسْلِيم الْقُدس وعسقلان وطبرية واللاذقية وجبلة وَجَمِيع مِمَّا فَتحه السُّلْطَان مِمَّن السَّاحِل مَا عدا الكرك والشوبك عل أَن يجيبوا إِلَى الصُّلْح ويسلموا دمياط للْمُسلمين فَلم يرض الإفرنج بذلك وطلبوا ثَلَاثمِائَة ألف دِينَار عوضا عَن تخريب أسوار بَيت الْمُقَدّس وَقَالُوا لَا بُد من تَسْلِيم الكرك والشوبك وبينما الْأَمر مُتَرَدّد فِي الصُّلْح والإفرنج يمتنعون إِذْ عبر جمَاعَة من عَسْكَر الْمُسلمين فِي بَحر الْمحلة إِلَى الأَرْض الَّتِي عَلَيْهَا الإفرنج من بر دمياط ففتحوا فجوة عَظِيمَة من النّيل وَكَانَ ذَلِك فِي قُوَّة زيارته والإفرنج لَا خبْرَة لَهُم بِأَمْر النّيل فَركب المَاء تِلْكَ الأَرْض وَصَارَ حَائِلا بَين الإفرنج وَبَين دمياط وانقطعت عَنْهُم الْميرَة والمدد فهلكوا جوعا وبعثوا يطْلبُونَ الْأمان عل أَن ينزلُوا عَن جَمِيع مَا بذله الْمُسلمُونَ لَهُم ويسلموا دمياط ويعقدوا مُدَّة الصُّلْح وَكَانَ فيهم عد مُلُوك كبار نَحْو عشْرين ملكا وَاخْتلف الآراء فِي ذَلِك ثمَّ حصل الِاتِّفَاق عل إجابتهم لتضجر الْعَسْكَر وَطول الْمدَّة لأَنهم كَانَ لَهُم ثَلَاث سِنِين وَأشهر فِي الْقِتَال فأجابهم الْملك الْكَامِل وَطلب الإفرنج رهينة فَبعث ابْنه الْملك الصَّالح أَيُّوب وعمره يَوْمئِذٍ خمس عشرَة سنة إِلَى الإفرنج رهينة فَبعث ابْنه الْملك الصَّالح وعمره يَوْمئِذٍ خمس عشرَة سنة إِلَى الإفرنج وَحضر من الإفرنج رهينة ملك على وَصَاحب رومة الْكُبْرَى وَغَيرهمَا من الْمُلُوك وَكَانَ ذَلِك فِي سَابِع رَجَب سنة ثَمَانِي عشرَة وَجلسَ الْملك الْكَامِل مَجْلِسا عَظِيما ووقف بَين يَدَيْهِ الْمُلُوك من اخوته وَأهل بَيته جَمِيعهم وسلمت دمياط للْمُسلمين فِي تَاسِع عشر رَجَب وهنأت الشُّعَرَاء الْملك الْكَامِل بِهَذَا الْفَتْح الْعَظِيم ثمَّ دخل الْملك الْكَامِل إِلَى دمياط بِمن مَعَه وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً ثمَّ توجه إِلَى الْقَاهِرَة وَانْصَرف الْمُلُوك إِلَى بِلَادهمْ

اسم الکتاب : الأنس الجليل المؤلف : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    الجزء : 1  صفحة : 404
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست