responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنس الجليل المؤلف : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    الجزء : 1  صفحة : 336
أَن يفتح الله عل أَيْدِيكُم أَمْثَاله وَأَن يكون التهاني لأهل الخضراء أَكثر من التهاني لأهل الغبراء أَلَيْسَ هُوَ الْبَيْت الَّذِي ذكره الله فِي كِتَابه وَنَصّ عَلَيْهِ فِي مُحكم خطابه فَقَالَ تعال (سُبْحَانَ الَّذِي أسر بِعَبْدِهِ لَيْلًا من الْمَسْجِد الْحَرَام إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى الَّذِي باركنا حوله لنريه من آيَاتنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيع الْبَصِير) ؟ أَلَيْسَ هُوَ الْبَيْت الَّذِي عَظمته الْملَل وأثنت عَلَيْهِ الرُّسُل وتليت فِيهِ الْكتب الْأَرْبَعَة الْمنزلَة من الله عز وَجل؟ أَلَيْسَ هُوَ الْبَيْت الَّذِي امسك الله تَعَالَى لأَجله الشَّمْس على يُوشَع أَن تغرب وباعد بَين خطواتها ليتيسر فَتحه وَيقرب؟ أَلَيْسَ هُوَ الْبَيْت الَّذِي أَمر الله عز وَجل مُوسَى أَن يَأْمر قومه باستنقاذه فَلم يجبهُ إِلَّا رجلَانِ وَغَضب الله عَلَيْهِم لأَجله فألقاهم فِي التيه عُقُوبَة للعصيان؟ فاحمدوا الله الَّذِي أمض عزائمكم لما نكلت عَنهُ بَنو إِسْرَائِيل وَقد فضلت على الْعَالمين ووفقكم لما خذلت فِيهِ أُمَم كَانَت قبلكُمْ من الْأُمَم الماضين وَجمع لأَجله كلمتكم وَكَانَت شَتَّى وأغناكم بِمَا امضته كَانَ وَقد عَن سَوف وَحَتَّى فليهنكم إِن الله قد ذكركُمْ بِهِ فِيمَن عِنْده وجعلكم بعد أَن كُنْتُم جُنُودا لَا هويتكم جنده وشكر لكم الْمَلَائِكَة المنزلون عل مَا اهديتم لهَذَا الْبَيْت من طيب التَّوْحِيد وَنشر التَّقْدِيس والتمجيد وَمَا أمطتم عَن طرقهم فِيهِ من أَذَى الشّرك والثليث والاعتقاد الْفَاجِر الْخَبيث فَالْآن تستغفر لكم أَمْلَاك السَّمَاوَات وَتصلي عَلَيْكُم الصَّلَوَات المباركات فاحفظوا رحمكم الله هَذِه الموهبة فِيكُم واحرسوا هَذِه النِّعْمَة عنْدكُمْ بتقوى الله الَّتِي من تمسك بهَا وَسلم وَمن اعْتصمَ بعروتها نجا وعصم وأحذروا من أَتبَاع الْهوى ومواقعة الردى وَرُجُوع الْقَهْقَرِي والنكول عَن العدى وَأخذُوا فِي انتهاز الفرصة وَإِزَالَة مَا بَقِي من الغصة وَجَاهدُوا فِي الله حق جهاده وبيعوا عباد الله أَنفسكُم فِي رِضَاهُ إِذْ جعلكُمْ من خِيَار عباده وَإِيَّاكُم أَن يستزلكم الشَّيْطَان وَأَن يتداخلكم الطغيان فيخبل لكم إِن هَذَا النَّصْر بسيوفكم الْحداد وخيولكم الْجِيَاد وبجلادكم فِي مَوَاطِن الجلاد لَا وَالله مَا النَّصْر إِلَّا من عِنْد الله الْعَزِيز الْحَكِيم فاحذروا

اسم الکتاب : الأنس الجليل المؤلف : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    الجزء : 1  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست