responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنس الجليل المؤلف : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    الجزء : 1  صفحة : 239
من أَرَادَ أَن ينظر إِلَى بقْعَة من بقع الْجنَّة فَلْينْظر إِلَى بَيت الْمُقَدّس وَقَالَ كَعْب إِن الله ينظر إِلَى بَيت الْمُقَدّس كل يَوْم مرَّتَيْنِ وَقَالَ أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ إِن الْجنَّة لتحن شوقاً إِلَى بَيت الْمُقَدّس وَبَيت الْمُقَدّس من جنَّة الفردوس والفردوس بالسُّرْيَانيَّة الْبُسْتَان وَقيل الْكَرم وَعَن خَالِد بن معدان إِن حَذْو بَيت الْمُقَدّس بَاب من السَّمَاء يهْبط مِنْهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك يَسْتَغْفِرُونَ لمن يجدونه يُصَلِّي فِيهِ وَقَالَ عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا بَيت الْمُقَدّس بنته الْأَنْبِيَاء وعمرته وَمَا فِيهِ مَوضِع شبر إِلَّا وَقد سجد عَلَيْهِ نَبِي أَو قَامَ عَلَيْهِ ملك وَقَالَ مقَاتل إِن اله تَعَالَى تكفل لمن سكن بَيت الْمُقَدّس بالرزق إِن فَاتَهُ المَال وَمن مَاتَ مُقيما محتسباً فِي بَيت الْمُقَدّس فَكَأَنَّمَا مَاتَ فِي السَّمَاء وَمن مَاتَ حول بَيت الْمُقَدّس فَكَأَنَّمَا مَاتَ فِي بَيت الْمُقَدّس وَأول أَرض بَارك الله فِيهَا بَيت الْمُقَدّس وَالْأَرْض المقدسة الَّتِي ذكرهَا الله فِي الْقُرْآن فَقَالَ (إِلَى الأَرْض الَّتِي باركنا فِيهَا للْعَالمين) هِيَ أَرض بَيت الْمُقَدّس وكلم الله مُوسَى فِي أَرض بَيت الْمُقَدّس وَتَابَ الله عل دَاوُد وَسليمَان عَلَيْهِمَا السَّلَام فِي أَرض بَيت الْمُقَدّس ورد الله على سُلَيْمَان ملكه فِي بَيت الْمُقَدّس وَبشر الله زَكَرِيَّا بيحي فِي بَيت الْمُقَدّس وسخر الله لداود الْجبَال وَالطير فِي بَيت الْمُقَدّس وَكَانَت الْأَنْبِيَاء صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِم يقربون القرابين بِبَيْت الْمُقَدّس وتتغلب يَأْجُوج على الأَرْض كلهَا غير بَيت الْمُقَدّس ويهلكهم الله فِي أَرض بَيت الْمُقَدّس وَينظر الله كل يَوْم بِخَير إِلَى بَيت الْمُقَدّس وَأوصى إِبْرَاهِيم وَإِسْحَاق عَلَيْهِمَا السَّلَام لما مَاتَا أَن يدفنا بِأَرْض بَيت الْمُقَدّس

أولي الْعَزْم والتمكن وَشد عضده ببقائهم وأقض بإعزاز أوليائه وأوليائهم اللَّهُمَّ كَمَا أجريت على يَده فِي الْإِسْلَام هَذِه الْحَسَنَة الَّتِي تبقى عل الْأَيَّام وتتجدد عل ممر الشُّهُور والأعوام فارزقه الْملك الأبدي الَّذِي لَا ينْفد فِي دَار الْمُتَّقِينَ وَأوجب دعاءه فِي قَوْله (رب أوزعني أَن أشكر نِعْمَتك الَّتِي أَنْعَمت عَليّ وعل وَالِدي وَأَن أعمل صَالحا ترضاه وأدخلني بِرَحْمَتك فِي عِبَادك الصَّالِحين) ثمَّ دَعَا بِمَا جرت بِهِ الْعَادة وَنزل وَصلى وَلما قضيت الصَّلَاة انْتَشَر النَّاس وَكَانَ قد نصب سَرِير الْوَعْظ تجاه الْقبْلَة فَجَلَسَ عَلَيْهِ الشَّيْخ زين الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن نجا الْأنْصَارِيّ الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن نجية وَعقد مَجْلِسا للوعظ وَكَانَ واعظاً حسنا بليغاً وصل السُّلْطَان الْجُمُعَة فِي قبَّة الصَّخْرَة وَكَانَت الصُّفُوف ملئ الصحن ثمَّ رتب فِي الْمَسْجِد الْأَقْصَى الشريف خَطِيبًا وَكَانَ الْملك الْعَادِل نور الدّين الشَّهِيد قد عزم على فتح بَيت الْمُقَدّس وَعمل منبراً بحلب وتعب عَلَيْهِ مُدَّة وَقَالَ هَذَا لأجل الْقُدس فَأَدْرَكته الْمنية وَكَانَ الْفَتْح عل يَد من أَرَادَ الله فَأرْسل السُّلْطَان صَلَاح الدّين من أحضر الْمِنْبَر من حلب وَجعله فِي الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَهُوَ الْمَوْجُود فِي عصرنا هَذَا وَأما الصَّخْرَة فقد كَانَ الإفرنج بنوا عَلَيْهَا كَنِيسَة ومذبحاً وَجعلُوا فِيهَا الصُّور والتماثيل فَأمر السُّلْطَان بكشفها وَنقض الْبناء الْمُحدث فِيهَا وأعادها كَمَا كَانَت ورتب لَهَا إِمَامًا حسن الْقِرَاءَة ووقف عَلَيْهَا دَارا وأرضاً وَحمل إِلَيْهَا وَإِلَى محراب الْمَسْجِد الْأَقْصَى مصاحف وختمات وربعات شريفة ورتب للصخرة وَالْمَسْجِد الْأَقْصَى خدمَة وَكَانَ الإفرنج قد قطعُوا من الصَّخْرَة قِطْعَة وحملوا مِنْهَا إِلَى قسطنطينية ونقلوا مِنْهَا إِلَى صقلية قيل باعوها بوزنها ذَهَبا وَلما فتح السُّلْطَان الْقُدس كَانَ عل رَأس قبَّة الصَّخْرَة صَلِيب كَبِير مَذْهَب فتسلق الْمُسلمُونَ وقلعوه فَسمع لذَلِك ضجة لم يعْهَد مثلهَا من الْمُسلمين للفرح وَالسُّرُور

اسم الکتاب : الأنس الجليل المؤلف : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست