responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنباء في تاريخ الخلفاء المؤلف : ابن العمراني    الجزء : 1  صفحة : 67
من إقامة الحدّ عليه «90» .
وكان أبو مسلم يلقّب بصاحب الدولة واسمه عبد الرحمن، وكان لقيطا رباه رجل من أهل الكوفة. وإنما قيل له أبو مسلم الخراساني لأنه أقام كثيرا بخراسان «91» .
وحين أفضت الخلافة إلى بنى العباس كان هو والى خراسان. وكان رجلا عاقلا لبيبا حسن التدبير فصيح اللهجة كريما حليما.
حكى: أن رجلا دخل عليه وهو بخراسان في زمان إمارته فسأله في حاجة فتوقف، فألحّ عليه وأغلظ له في القول وقال له: يا لقيط. فأطرق أبو مسلم ولم يجبه وندم الرجل على ما بدر منه وخاف على نفسه وأخذ يعتذر ويتنصّل من هفوته. فضحك أبو مسلم إليه وقبل عذره وقال: ما تحتاج إلى هذا الاعتذار كلّه. فقال له: أيها الأمير ما يقرّ قلبي وإني لأخافك على نفسي فأعطنى أمانا أثق إليه. فقال له: يا هذا إذا كنت قد قابلتك بإحسان وأنت مسيء فكيف أقابلك بإساءة وأنت محسن؟ ومن شعر أبى مسلم لما ظهر أمر بنى العباس وانتشر بخراسان [17 ب] :
أدركت بالحزم والكتمان ما عجزت ... عنه ملوك بنى مروان إذ حشدوا
ما زلت أسعى عليهم في ديارهم ... والقوم في غفلة بالشام قد رقدوا
حتى علوتهم بالسيف فانتبهوا ... من رقدة لم ينمها بعدهم أحد
ومن رعى غنما في أرض مسبعة ... ونام عنها تولى رعيها الأسد «92»
وفي أول سنة ثمان وخمسين ومائة فرغ الإمام أبو حنيفة من بناء القصر المعروف بالخلد على دجلة وانتقل المنصور إليه «93» .
وفي هذه السنة حج المنصور بالناس وكان قبل خروجه قال للمهدي: إني سائر عنك وأرانى غير راجع فاقض عنى ثلاث مائة ألف درهم لا من بيت المال بل من مالك فإن الّذي يصل إليك من الأمر أعظم منها «94» . وكان سبب هذه الوصية أن المنصور رأى في منامه كأن منشدا ينشده «95» :
ما أنت معتبر بمن خربت ... منه غداة قضى دساكره

اسم الکتاب : الإنباء في تاريخ الخلفاء المؤلف : ابن العمراني    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست