اسم الکتاب : الإنباء في تاريخ الخلفاء المؤلف : ابن العمراني الجزء : 1 صفحة : 195
فيفعل به بمصر ما فعل البساسيري برئيس الرؤساء ببغداد.
وحين أيس الخليفة من قريش وعلم أنه لا بد من أن يسلّم إلى من يحتفظ به في بعض الحصون التفت إليه وقال له: يا قريش لا شدّ الله لك حزاما. ونهض وعاد إلى خيمته وسلّم إلى مهارش «579» المستحفظ بقلعة الحديثة ليحفظه عنده وكان أمر بذلك في الظاهر وقيل له في الباطن: تحمله إلى مصر وتسلّمه إلى المستنصر. فحين خرج به مهارش من بغداد، وكان مهارش يرجع إلى دين وتألّه ومروءة وذمام، فقال له:
يا مولانا كن على أتم ثقة أن رأسي يمضى دونك وإني لا أسلّمك إلى عدوّ قط ولقد خار الله تعالى لك وللمسلمين ولذرية بنى العباس بكونك عندي. ثم حمله إلى قلعته وخدمه الخدمة التامة.
ثم إن طغرلبك بقي في الحصار بهمذان وأخوه إبراهيم ينال على بابها يحاصره فاتصل الخبر بإبراهيم أن خاتون زوجة طغرلبك توجّهت في تلك الأيام من بغداد إلى همذان ومعها عميد الملك ومعهم أموال الدنيا ظانّين أن الغلبة لزوجها طغرلبك. وخاف إبراهيم أن يتصل بها خبر زوجها في بعض الطريق فتعود إلى بغداد فنفذ جماعة من العسكر لأخذ الطريق عليها. وحين انفصلوا من معسكره بباب همذان وتسامع بقية العسكر بذلك لم يبق منهم إلا القليل والباقون تبعوا العسكر المنفذ إلى صوب العراق لطلب الغارة. فلما خف جمعه خرج طغرلبك مع العسكر الذين كانوا معه في البلد وشباب همذان فكبسوا إبراهيم ونهبوا معسكره وقتلوا منهم مقتلة عظيمة وهرب [98 أ] هو وحده إلى قزوين. وكان ذلك كله بتدبير السيد أبى هاشم العلويّ «580» ومعاونته، وعرف له السلطان ذلك وولّاه رئاسة همذان.
ثم إن ركن الدين خرج وضرب مضاربه على باب البلد والتحقت به العساكر من كل فج. ووصلت خاتون على جملة السلامة لأن العسكر المنفذ لأخذ الطريق عليها سمعوا بهذا الخبر على مرحلتين من همذان فبعضهم هرب وقصد إبراهيم وبعضهم استأمن إلى السلطان.
اسم الکتاب : الإنباء في تاريخ الخلفاء المؤلف : ابن العمراني الجزء : 1 صفحة : 195