responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنباء في تاريخ الخلفاء المؤلف : ابن العمراني    الجزء : 1  صفحة : 181
وأبكى على حالي التي أعرض الغنى ... ببعدكم عنها فآلت إلى الفقر
وكيف السبيل للتلاقي وبيننا ... مهامه من برّ مخوف ومن بحر
وإن طريق البر والماء أبهما ... بجيش أمير المؤمنين أبى بكر
لعل الليالي السود تصحو فينجلي ... سواد الغمام الجون عن مطلع البدر
ثم إن الطائع للَّه صمّم العزم على الانحدار إلى واسط لقتال الديلم، فانحدر ومعه نصر الدولة سبكتكين. وسمع بذلك الديلم فأصعدوا لاستقباله فالتقوا بديالى على فرسخين من بغداد فحمل سبكتكين حملة صدق فيها فبدّد عساكر الديلم وقطع أعلامهم وفرّق جمعهم ثم [89 ب] جال بين الصفّين فتقنطرت به فرسه فوقع ميتا «526» فاضطرب العسكر وانكسروا وأخذ الخليفة هاربا على وجهه إلى الرقّة، ودخل الديلم بغداد.
ثم إن عضد الدولة «527» خلا له الأمر وطابت له بغداد فقتل ابن عمه عزّ الدولة «528» ونفذ إلى الطائع وبذل له كل ما يريده وصالحه وأعاده إلى دار الخلافة.
واشتمل ملك عضد الدولة على فارس وكرمان وخوزستان والعراق وديار ربيعة والشام وحمل إليه الخراج من الروم واجتمع على بابه من العلماء والشعراء والأدباء ما لم يجتمع على باب ملك قبله. وكان شاعرا أديبا كاتبا حاسبا مهندسا نحويّا لغويّا كريم الطباع ذا همة عالية، مكرما للعلماء محبّا لأهل التخصص حتى إنه كان يقدم نعل أبى عليّ الفارسي «529» ويحمل له المسينة «530» إلى بيت الماء بنفسه. ومات- رحمه الله- في سنة اثنتين وسبعين وثلاث مائة في خلافة الطائع، ودفن بتربة أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب- رضوان الله عليه- بوصيّة منه.
وولى بعده ابنه صمصام الدولة «531» أبو كاليجار بن عضد الدولة سنتين إلى أن زحف إليه أخوه شرف الدولة أبو الفوارس فأخذ الملك من يده. ولم تطل مدته حتى زحف إليه أخوه بهاء الدولة أبو نصر خسرو فيروز «532» بن عضد الدولة وغلب على الملك ولقّب نفسه بملك الملوك. وهذا كله في خلافة الطائع للَّه «533» .

اسم الکتاب : الإنباء في تاريخ الخلفاء المؤلف : ابن العمراني    الجزء : 1  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست