اسم الکتاب : الإسلام في أفريقيا عبر التاريخ المؤلف : الجامي، محمد أمان الجزء : 1 صفحة : 21
الضيق لذا تجدهم قد حملوا إلى المنطقة إسلاما هزيلا مرقعا كل رقعة. تخالف التي بجوارها وبينهما تنافر وتناقض. وربما سموا إسلاما ما ليس بإسلام في تقاليدهم وعادتهم، إلا أن، ذلك كله لم يكن لسوء قصد وإنما كان لسوء فهم فصور علم لأنهم غير واعين ولأنهم عبروا البحر لأجل التجارة ولما دخلوا المنطقة وجدوا أنفسهم أحسن شيء في الباب- كما تقول بعض الاصطلاحات- فاشتغلوا بالدعوة. إلى الإسلام وهم حاطبوا ليل يأخذون ما تقع عليه أيديهم فيدفعونه إلى سكان القارة علما منهم بأن الرجل الأفريقي الذي يعيش في تلك العصور سوف لا يرد ما يأتي به الرجل العربي بل سوف لا يناقشه ويسأله أصحيح ما يلقيه أو يمليه أم لا؟ اعتقادا منه أن الرجل العربي لا يقول أو يقدم باسم الدين أو ينشر بين الناس إلا ما جاء به النبي الأمي العربي هذا هو اعتقاد الرجل الأفريقي في الرجل العربي وخصوصا إذا كان الرجل العربي داعية إلى الإسلام فيعتقد فيه كل شيء دون العصمة، وفى ظني الذي يشبه اليقين أن رجال جميع القارات غير العرب يشاركون الأفارقة في هذا الاعتقاد والتقدير المبالغ فيهما نحو الرجل العربي كما لاحظنا في بعض زيارات لبعض الجهات غير أفريقيا.
وانطلاقا من هذا الاعتقاد والتقدير المبالغ فيهما، قبل سكان المنطقة من التجار كل شيء أتوا به باسم الدين دون مراجعة أو مناقشة.
فلضعف البصيرة في التجار حملوا إلى المنطقة كل شيء باسم الإسلام ولحسن ظن السكان قبلوا منهم كل شيء. فانتشر الإسلام في القارة هزيلا مدخولا مرقعا كما قلنا فيما تقدم وهذا ما يملكونه "وفاقد الشيء لا يعطيه".
اسم الکتاب : الإسلام في أفريقيا عبر التاريخ المؤلف : الجامي، محمد أمان الجزء : 1 صفحة : 21