responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى المؤلف : الناصري، أحمد بن خالد    الجزء : 1  صفحة : 216
أَمر البربر بعد وَفَاة إِدْرِيس بن عبد الله رَحمَه الله

قَالُوا إِن الإِمَام إِدْرِيس لما توفّي لم يتْرك ولدا إِلَّا حملا من أمة لَهُ بربرية اسْمهَا كنزة فَلَمَّا فرغ رَاشد من جهازه وَدَفنه جمع رُؤَسَاء البربر ووجوه النَّاس فَقَالَ لَهُم إِن إِدْرِيس لم يتْرك ولدا إِلَّا حملا من أمته كنزة وَهِي الْآن فِي الشَّهْر السَّابِع من حملهَا فَإِن رَأَيْتُمْ أَن تصبروا حَتَّى تضع هَذِه الْجَارِيَة حملهَا فَإِن كَانَ ذكرا أحسنا تَرْبِيَته حَتَّى إِذا بلغ مبلغ الرِّجَال بَايَعْنَاهُ تمسكا بدعوة آل الْبَيْت وتبركا بذرية رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِن كَانَ جَارِيَة نظرتم لأنفسكم فَقَالُوا لَهُ أَيهَا الشَّيْخ الْمُبَارك مَا لنا رَأْي إِلَّا مَا رَأَيْت فَإنَّك عندنَا عوض من إِدْرِيس تقوم بأمورنا كَمَا كَانَ إِدْرِيس يقوم بهَا وَتصلي بِنَا وتقضي بَيْننَا بِكِتَاب الله وَسنة رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنَصْبِر حَتَّى تضع الْجَارِيَة حملهَا وَيكون مَا أَشرت بِهِ على أَنَّهَا إِن وضعت جَارِيَة كنت أَحَق النَّاس بِهَذَا الْأَمر لفضلك وَدينك وعلمك فشكرهم رَاشد على ذَلِك ودعا لَهُم وَانْصَرفُوا فَقَامَ رَاشد بِأَمْر البربر تِلْكَ الْمدَّة
وَلما تمت لِلْجَارِيَةِ أشهر حملهَا وضعت غُلَاما أشبه النَّاس بِأَبِيهِ إِدْرِيس فَأخْرجهُ رَاشد إِلَى رُؤَسَاء البربر حَتَّى نظرُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا هَذَا إِدْرِيس بِعَيْنيهِ كَأَنَّهُ لم يمت فَسَماهُ رَاشد إِدْرِيس وَنَشَأ الصَّبِي نشأة حَسَنَة إِلَى أَن كَانَ من أمره مَا نذكرهُ

اسم الکتاب : الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى المؤلف : الناصري، أحمد بن خالد    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست