اجسادهم مجرده، وثيابهم مرمله، وخدودهم معفره، تسفى عليهم الرياح، زوارهم العقبان [1] ، ووفودهم الرخم [2] .
فلما سمع ذلك يزيد دمعت عينه وقال: ويحكم، قد كنت ارضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن الله ابن مرجان، اما والله لو كنت صاحبه لعفوت عنه، رحم الله أبا عبد الله.
ثم تمثل:
نفلق هاما من رجال أعزة ... علينا، وهم كانوا اعق واظلما
ثم امر بالذرية فادخلوا دار نسائه.
وكان يزيد إذا حضر غذاؤه دعا على بن الحسين وأخاه عمر فيأكلان معه، فقال ذات يوم لعمر بن الحسين:
هل تصارع ابنى هذا؟ يعنى خالدا، وكان من اقرانه.
فقال عمر: بل أعطني سيفا، وأعطه سيفا حتى اقاتله، فتنظر أينا اصبر.
فضمه يزيد اليه، وقال: شنشنة اعرفها من اخزم [3] ، هل تلد الحيه الا حيه.
قال: ثم امر بتجهيزهم باحسن جهاز، وقال لعلى بن الحسين: انطلق مع نسائك حتى تبلغهن وطنهن.
ووجه معه رجلا في ثلاثين فارسا، يسير امامهم، وينزل حجره عنهم، حتى انتهى بهم الى المدينة. [1] العقبان: عتاق الطير وسباعه التي لا تصيد الخشاش. [2] نوع من الطير موصوف بالغدر. [3] الشنشنة: الطبيعة والسجية، واخزم كان ولدا عاقا لأبيه، فمات وترك بنين عقوا جدهم وضربوه وادموه، فقال انما هو شنشنة اعرفها من اخزم، فصار مثلا.