responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام المؤلف : الأفغاني، سعيد    الجزء : 1  صفحة : 406
ليست بقربة ولا إناء، حولها المذابّ، ودونها الحراب، لا يقربها الذباب، مرفوعة عن التراب. ثم تصير ذهبا في كِيَسة الرجال، يستعان به على العيال[1].
وأما نهرنا العجب فإن الماء يقبل عنقا، فيفيض مندفقا، فيغسل غثها، ويبدي مبثها، يأتينا في أوان عطشنا، ويذهب في زمان رِيّنا, فنأخذ منه حاجتنا، ونحن نيام على فرشنا، فيقبل الماء وله عُباب وازدياد، ولا يحجبنا عنه حجاب، ولا نغلق دونه الأبواب، ولا يتنافس فيه من قلة، ولا يحبس عنا من علة[2].
وأما بيوتنا الذهب، فإن لنا عليهم خرجا في السنين والشهور، نأخذه في أوقاته، ويسلمه الله تعالى من آفاته، وننفقه في مرضاته".
هذا ولم تحظ -فيما نعلم- بلدة من بلاد الإسلام بمثل ما حظيت به البصرة، فقد تشارك في صفتها ثلاثة من فرسان البلاغة والعبقرية: خالد بن صفوان، والخليل بن أحمد، والجاحظ.

[1] الشبوط والشيم: نوعان من السمك. والساج: خشب يجلب من الهند. والهملاج: الحسن السير. والأسفاط مفردها سَفَط: وعاء يجعل فيه الطيب ونحوه. والرباط: جمع ربطة, وهي الملاءة. والشنة: القربة البالية. والسحاء: القشر. والمذاب: جمع مذبّة, وهي من شعر ذنب الفرس يدفع بها الذباب، والكيسة: جمع كيس.
[2] العَنَق: سير فسيح سريع. والغث الرديء. والعباب: موج أو ارتفاع الماء.
اسم الکتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام المؤلف : الأفغاني، سعيد    الجزء : 1  صفحة : 406
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست