responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام المؤلف : الأفغاني، سعيد    الجزء : 1  صفحة : 381
الزمن لا نجد ذكرا للحيرة إلا حيث مجلس شراب، وجماعة قصف وبذخ، وخليفة يخرج للترويح عن النفس، وفتيان سئموا حياة الجد فخرجوا إلى الحيرة فنزلوا أحد أديرتها أو إحدى حاناتها, فذبحوا وطعموا وشربوا وغنوا وأنشدوا. وأثري أصحاب الحانات من وراء ذلك إثراء عظيما, فصاروا يتنافسون بتجويد الخمر، وجذب الزائرين حتى كثر الذين ذهبت ثرواتهم وفدحهم الدين من جراء خمرة الحيرة.
"ولما حرّم بعض أمراء الكوفة بيع الخمر على خماري الحيرة وركب فكسر نبيذهم, جاء بكر بن خارجة يشرب عندهم على عادته، فرأى الخمر مصبوبة في الرحاب والطرق، فبكى طويلا وقال شعرا[1]. ويظهر أن الأمراء لم يشددوا على الخمارين حتى رأوا من إقبال الفتيان عليهم الشر المستطير، وحتى كان رجال كأبي حية النميري يشربونها في الحيرة بنسيئة، وصارت السكرة في الحيرة إحدى المنى الغالية:
هل إلى سكرة بناحية الحيـ ... ـرة يوما قبل الممات سبيل؟!
أما بساتين الحيرة فحدث ولا حرج عما فيها من منازه نضرة وفتنة تحير اللب وتأسر العقل، وحسبك أن تعلم أن إبراهيم الموصلي

[1] الأغاني 20/ 87.
اسم الکتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام المؤلف : الأفغاني، سعيد    الجزء : 1  صفحة : 381
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست