اسم الکتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام المؤلف : الأفغاني، سعيد الجزء : 1 صفحة : 262
عجيبة وبلدة ظريفة ممتدة على البحر، دورهم من الآجر والساج، شاهقة نفيسة، ولهم آبار عذبة وقناة حلوة, وهم في سعة من كل شيء. وهو دهليز الصين وخزانة الشرق والعراق ومعونة اليمن. والمصلى وسط النخيل ومسجد صحار على نصف فرسخ. فتحها المسلمون أيام أبي بكر سنة "12" صلحا".
ونستطيع أن نفهم من هذا الوصف -وإن كان لعهد ياقوت- مدى الشأن التجاري الذي كانت تتمتع به صحار[1] في الجاهلية أيضا. فقد كان بها تجارات واسعة تجلب إلى مختلف أقطار الجزيرة العربية, وجاء في الحديث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كُفن بثوبين صحاريين.
تقيم العرب السوق العامة في صحار من عاشر رجب إلى الخامس عشر منه بعد انفضاض سوق حباشة. والظاهر أنها تمتد إلى ما بعد الخامس عشر من رجب، فإن من لم يشهد الأسواق التي كانت قبلها لشغله عنها أو لأنه لا أرب له فيما يباع بما قبلها من الأسواق، يوافيها فيجد فيها من البئر المنشور وغيره من البياعات. وذكر المرزوقي2: [1] في فهرس الأماكن لكتاب "صفة جزيرة العرب": "صحار في اليمن" و"صحار في البحرين" فهما صحاران إذن, إلا أن المشهورة هي صحار اليمن وهي التي نتكلم عليها هنا.
2 الأزمنة والأمكنة 2/ 163.
اسم الکتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام المؤلف : الأفغاني، سعيد الجزء : 1 صفحة : 262