اسم الکتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام المؤلف : الأفغاني، سعيد الجزء : 1 صفحة : 233
دومة الجندل؛ تفرقة بينها وبين دومة الحيرة"[1].
وقال ياقوت: "كان فيها قديما حصن مارد، وسميت دومة الجندل لأن حصنها مبني بالجندل, وقريب منها جبلا طيء, وكانت بهذا الحصن بنو كنانة من كلب".
وكان أكيدر يبعث بمن يتعرّض قوافل التجارة الذاهبة بين المدينة والشام, ويظلم من يمر بهم من الضافطة "الذين يجلبون الميرة والطعام" ثم قوي شرهم حتى شاع أن في عزمهم الدنوّ من المدينة, وكان ذلك في السنة الخامسة للهجرة، فندب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس، واستخلف على المدينة، وخرج في ألف من المسلمين يسير الليل ويكمن النهار, ومعه دليل من بني عذرة حتى بلغوا دومة الجندل، فتفرقوا وألقي الرعب في قلوبهم، وأخذ من نعمهم وشائهم ورجع ولم يلق كيدا. والظاهر أن شرهم لم ينقطع عن تجار المدينة, حتى اضطر الرسول إلى أن يرسل إليهم سرية عليها عبد الرحمن بن عوف، وأوصاه حين دفع إليه اللواء بقوله: "خذه [2] يابن عوف فاغزوا جميعا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله، لا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا، فهذا عهد الله وسيرة نبيه فيكم". وقال له: "إن استجابوا لك فتزوج بنت ملكهم". [1] الطبقات ص61. [2] سيرة ابن هشام "3/ 443".
اسم الکتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام المؤلف : الأفغاني، سعيد الجزء : 1 صفحة : 233