اسم الکتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام المؤلف : الأفغاني، سعيد الجزء : 1 صفحة : 165
أني لم أكن فعلت".
فإن يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد حضر الأيام جميعها وكانت سنه أول ما هاجت خمس عشرة سنة -على إحدى روايتي ابن هشام- أمكن التوفيق بين الروايات على وجه التقريب, فتكون الحرب قد وضعت أوزارها وقد أشرفت سنه على العشرين. فكان يلتقط السهام في أولها ويرمي بنفسه في آخرها. فعلى الرواية الأولى تكون الحرب قد وقعت قبل البعثة بخمسة وعشرين عاما وتوافق سنة "585" للميلاد المسيحي.
سبب الحرب:
من عادة النعمان بن المنذر ملك الحيرة أنه يرسل كل عام إلى سوق عكاظ لطيمة "وهي: الجمال تحمل المسك والطيب" بجوار رجل شريف من أشراف العرب، يحميها له حتى تصل إلى السوق, فتباع فيها ويشترى له بثمنها أدم من أدم الطائف.
ولا يقوم عادة بعبء حمايتها إلا رجل منيع، لقومه عدد وعزة. وكان الذي يجيرها في الغالب سيد مضر[1].
فلما جهز النعمان اللطيمة لهذا العام "585م" قال: "من يجيرها؟ " [1] الأغاني 19/ 75.
اسم الکتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام المؤلف : الأفغاني، سعيد الجزء : 1 صفحة : 165