اسم الکتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام المؤلف : الأفغاني، سعيد الجزء : 1 صفحة : 158
وناعشوهم"[1].
لقد انتقلت أحوال قريش التجارية بهاشم وإخوته من طور إلى طور، فبعد أن كانت قاصرة على مكة يقدم عليهم فيها التجار الأعاجم فيشترون منهم سلعهم، خلصوا من تحكم الأجانب ومارسوا هم أنفسهم التجارة الخارجية بعد أن أمنوا الطريق, وعقدوا المحالفات فعظمت ثرواتهم وفاض غناهم, وأصبح معظم اتجار الجزيرة مع الأمم المجاورة حكرة لهم، وقد اعترفت قريش لأولاد عبد مناف بفضلهم وجميل صنيعهم لقومهم فسموهم "المجبرين"[2], إذ بهؤلاء النفر الأربعة جبرت قريش وتبحبحت في الخير والغنى والمقام.
ويزيد ابن سعد في طبقاته، فيذكر لنا شيئا مما في عهد قيصر، ويذكر أيضا كتابا آخر أرسله قيصر إلى النجاشي يوصيه بهم ولم يشر إلى شيء من مضمون هذا الكتاب, قال[3]: "كان هاشم رجلا شريفا, وهو الذي أخذ الحلف لقريش من قيصر لأن تختلف آمنة. وأما من على الطريق "يعني قوافل العرب" فألفهم على أن تحمل قريش بضائعهم ولا كراء على أهل الطريق. فكتب له قيصر كتابا وكتب إلى النجاشي أن يدخل قريشا أرضه". [1] محمد بن حبيب في كتاب المحبر ص162, 163. [2] وسموهم أيضا أقداح النضار لشرف أحسابهم, وفضل مساعيهم. انظر الإسلام والحضارة العربية ص116. [3] الطبقات 1/ 45.
اسم الکتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام المؤلف : الأفغاني، سعيد الجزء : 1 صفحة : 158