اسم الکتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام المؤلف : الأفغاني، سعيد الجزء : 1 صفحة : 140
من الأحابيش فقط ألفين. وفي هذا الحادث نزل قول الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [1].
وخليق بمن كانت أرباحهم بهذا المقدار أن يثروا في المدة الوجيزة الثراء الكبير. ونحن نعرف أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ من العباس الفداء يوم بدر فكان مقداره عشرين أوقية من ذهب، وأن عثمان بن عفان وحده جهّز جيش العسرة "في غزوة تبوك" ألف بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ولما أقحط الناس أيام أبي بكر وأتت عير لعثمان خاصة جعلها جميعا في سبيل الله. ولما كانت الفتوحات زاد غناه بما لا يقدر, حتى إن ابن سعد صاحب الطبقات ليروي "3/ 53" أنه "كان له عند خازنه يوم قتل "30.500.000" درهم و"150" ألف دينار, فانتهبت وذهبت, وترك ألف بعير بالربذة، وترك صدقات كان تصدق بها ببراديس وخيبر ووادي القرى قيمة مائتي ألف دينار".
وليس ما يروى في تقدير ثروة عبد الرحمن بن عوف بالقليل, فقد ذكر ابن سعد[2] عنه أنه: قدم المدينة فآخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فقال له سعد: أخي, أنا أكثر [1] سورة الأنفال: 36. [2] الطبقات 3/ 89.
اسم الکتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام المؤلف : الأفغاني، سعيد الجزء : 1 صفحة : 140