responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلوك الروحي ومنازله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 442

المعرفة واليقين

وهي من المنازل الروحية الضرورية التي وردت الدعوة إليها في القرآن الكريم، بل اعتبرتها عنوان الإيمان، كما قال تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإيمان فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 14]، أي أن إيمانكم لم يصل بعد إلى الدرجة التي يستحق بها هذا الاسم .. وإنما هو مجرد استسلام للحقائق دون تسليم وإذعان مطلق لها.

ذلك أن إيمان الأعراب في ذلك الحين كان مجرد قشرة ظاهرية سطحية لم تستقر بعد في القلب، بسبب عدم حصول اليقين في حقائق الإيمان ومقتضياته.

ولهذا أيضا نفى الله تعالى تلك الدعاوى التي تدعي الإيمان من دون تحقق بمقتضياته، وأولها تغلغل الإيمان ومعارفه في النفس، كما قال تعالى عن المنافقين: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِالله وَبِالْيَوْمِ الآخر وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} (البقرة:8)، وقال عن غيرهم من المنافقين وأهل الكتاب: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ} (المائدة: 41)

ولهذا نجد القرآن الكريم يفرق بين درجات العلم، ويعتبر اليقين أعلاها، وأرفعها، ومن أمثلتها ما ورد في قوله تعالى في سورة التكاثر: {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} [التكاثر: 3، 4]، وهذا يدل على أن العلم الثاني ليس هو نفس العلم الأول، لا في حقيقة المعلوم، وإنما في درجة اليقين به، ولهذا رتب بينهما ترتيبا متراخيا، ليدل على أن الانتقال إلى مرحلة أخرى في إدراك المعلوم تحتاج وقتا طويلا.

اسم الکتاب : السلوك الروحي ومنازله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 442
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست