اسم الکتاب : السلوك الروحي ومنازله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 16
فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج. قال النّبيّ (: قال
الآخر: اللهم كانت لي بنت عمّ كانت أحبّ النّاس إليّ، فأردتها عن نفسها فامتنعت
منّي، حتّى ألّمت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار، على أن
تخلّي بيني وبين نفسها ففعلت، حتّى إذا قدرت عليها، قالت: لا أحلّ لك أن تفضّ
الخاتم إلّا بحقّه، فانصرفت عنها، وهي أحبّ النّاس إليّ، وتركت الذّهب الّذي
أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنّا ما نحن فيه، فانفرجت
الصّخرة غير أنّهم لا يستطيعون الخروج منها، وقال الثّالث: اللهمّ إنّي استأجرت
أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد، ترك الّذي له وذهب، فثمّرت أجره حتّى كثرت منه
الأموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبد الله؛ أدّ إليّ أجري، فقلت له: كلّ ما ترى
من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرّقيق، فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي، فقلت:
إنّي لا أستهزى ء بك. فأخذه كلّه فاستاقه فلم يترك منه شيئا. اللهمّ؛ فإن كنت فعلت
ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنّا ما نحن فيه، فانفرجت الصّخرة فخرجوا يمشون)(1).
[االحديث: 12] عن سعد بن أبي
وقّاص قال: كان رسول الله (يعودني عام حجّة الوداع من وجع اشتدّ بي، فقلت: إنّي قد
بلغ بي من الوجع وأنا ذو مال، ولا يرثني إلّا ابنة، أفأتصدّق بثلثي مالي؟ قال:
(لا). فقلت: بالشّطر؟ فقال: (لا). ثمّ قال: (الثّلث، والثّلث كبير ـ أو كثير ـ
إنّك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكفّفون النّاس، وإنّك لن تنفق
نفقة تبتغي بها وجه الله إلّا أجرت بها حتّى ما تجعل في في امرأتك)(2)
[االحديث: 13] قال رسول الله
(: (إنّما الأعمال بالنّيّة، وإنّما لكلّ امرئ ما نوى،
(1) البخاري (2272)،
ومسلم (2743)
(2) البخاري (1295)،
مسلم (1628)
اسم الکتاب : السلوك الروحي ومنازله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 16