اسم الکتاب : منابع الهداية الصافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 259
ولا يكتفون بذلك، بل يجعلون عم عمر أكثر ورعا وتقوى من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. ومن الأمثلة على ذلك الحديث الذي يردده
ابن تيمية وأتباعه كثيرا، والذي يدل ظاهره على أن زيدا بن عمرو بن نفيل عم عمر بن
الخطاب كان أكثر ورعا عن الشرك وأسبابه من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقد روى في (اقتضاء الصراط
المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم) وغيره من كتبه أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لقي زيد بن عمرو بن
نفيل بأسفل بلدح، وذلك قبل أن ينزل على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الوحي، فقدم إليه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم سفرة في لحم. فأبى أن
يأكل منها، ثم قال زيد: (إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا مما ذكر
اسم الله عليه)[1]
بل يضيف إليها كل الروايات التي ورد
بها الحديث ليؤكد المعنى، فيقول: (وفي رواية له: وإن زيد بن عمرو بن نفيل كان يعيب
على قريش ذبائحهم، ويقول: الشاة خلقها الله، وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها
من الأرض الكلأ، ثم أنتم تذبحونها على غير اسم الله؟!) إنكارا لذلك وإعظاما له)[2]
وبذلك أصبح زيد بن عمرو بن نفيل عم
عمر بن الخطاب أكثر عقلا وحكمة وإيمانا من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. وذلك ليس بمستغرب لأن أساس السنة
المذهبية هو تعظيم الصحابة، ولو على حساب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
سادسا ـ الأحاديث
المتناقضة مع العلم والعقل:
ذلك أنه يستحيل أن يخالف رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أو أئمة الهدى تلك الآيات القرآنية الكثيرة التي تدعو إلى التفكر
والتدبر والنظر واستعمال العقل، بالإضافة لتلك الأحاديث التي تعطي العقل منزلة
كبرى، حتى أنه لا يمكن فهم الدين من دونه.
[1] اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب
الجحيم (2/ 63)
[2] اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب
الجحيم (2/ 63)
اسم الکتاب : منابع الهداية الصافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 259