responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منابع الهداية الصافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 235

به كل ما ورد في النصوص المقدسة من شمولية علم رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.

والحديث هو ما روي أن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم قدم المدينة وهم يلقحون النخل، فقال: (ما تصنعون؟) قالوا: كنا نصنعه، قال: (لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا)، فتركوه، فنفضت أو فنقصت، قال: فذكروا ذلك له فقال: (إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر)[1]

وفي رواية أن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم قال لهم: (أنتم أعلم بأمر دنياكم)

وفي رواية: (إذا كان شيء من أمر دنياكم فأنتم أعلم به، فإذا كان من أمر دينكم فإلي)

بل في رواية أخرى أن النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم قال لهم: (لو لم تفعلوا لصلح)

ولكثرة الروايات الواردة في هذا الحديث ذكر بعضهم أن الحادثة متعددة، أي أن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم مر على ناس متعددين، وأخبرهم بأن التأبير لا منفعة فيه.. ثم تبين للجميع أن أخذهم بنصيحة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أضرت بهم.. وحينذاك بين لهم رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أن غرضه من ذلك أن يذكر لهم أنهم أعلم بأمور دنياهم.. وأنهم لا ينبغي أن يأخذوا منه كل شيء.

والعجيب بعد ذلك كله أن يكون ذلك في أول مقدمه a للمدينة المنورة، وبذلك تكون أول نصيحة قدمها رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم للفلاحين نصيحة أضرت بهم، وبمنتوجهم الذي يعتمدون عليه في حياتهم.

ولست أدري كيف لم تمرر هذه الرواية على عقول المحدثين الذين زجوا بها في كتبهم، وكأنها حقيقة مقررة..

ولست أدري لم لم يعرضوها على قوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 3، 4]؟


[1] رواه مسلم، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (12/ 7)

اسم الکتاب : منابع الهداية الصافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست