على صدق
الإسلام، وكونه من عند الله، فقالت: (كان العرب قبل محمد أمة لا شأن لها ولا أهمية
لقبائلها ولا لجماعتها، فلما جاء محمد بعث هذه الأمة بعثًا جديدًا يصح أن يكون
أقرب إلى المعجزات فغلبت العالم وحكمت فيه آجالاً وآجالاً)[1]
وقالت:
(هذه هي مدينة الرسول.. تعيد إلى نفسي ذكرى جهوده في سبيل لا إله إلا الله، وتلقي
في روعي صبره على المكاره واحتماله للأذى في سبيل الوحدانية الإلهية)[2]
وقالت:
(لعمري، ليجدن المرء في نفسه، ما تقدم إلى قبر الرسول روعة ما يستطيع لها
تفسيرًا، وهي روعة تملأ النفس اضطرابًا وذهولاً ورجاء وخوفًا وأملاً، ذلك أنه أمام
نبي مرسل وعبقري عظيم لم تلد مثله البطون حتى اليوم.. إن العظمة والعبقرية يهزان
القلوب ويثيران الأفئدة فما بالك بالعظمة إذا انتظمت مع النبوة، وما بالك بها وقد
راحت تضحي بكل شيء في الحياة في سبيل الإنسانية وخير البشرية)[3]
وقالت:
(لقد استطاع النبي القيام بالمعجزات والعجائب، لَمّا تمكن من حمل هذه الأمة
العربية الشديدة العنيدة على نبذ الأصنام وقبول الوحدانية الإلهية.. لقد وفّق إلى
خلق العرب خلقًا جديدًا ونقلهم من الظلمات إلى النور)[4]
وقالت:
(مع أن محمدًا كان سيد الجزيرة العربية.. فإنه لم يفكر في الألقاب، ولا راح يعمل
لاستثمارها، بل ظل على حاله مكتفيًا بأنه رسول الله، وأنه خادم المسلمين، ينظف
بيته بنفسه ويصلح حذاءه بيده، كريمًا بارًا كأنه الريح السارية، لا يقصده فقير أو
بائس إلا تفضل عليه بما لديه، وما لديه كان في أكثر الأحايين قليلاً لا يكاد
يكفيه)[5]