responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 76

لقد كنت مسلما من الناحية الفكرية او الذهنية، ولكني لم اكن كذلك بعد من الناحية العملية، وهذا على وجه اليقين ما يتحتم ان يتغير الآن جذريا. فلا ينبغي ان اكون مسلما في تفكيري فقط، وانما لا بد أن اصير مسلما أيضا في سلوكياتي.

اذا كان الدين يعني رباطا يربط الانسان بربه، واذا كان الاسلام يعني أن يهب المسلم نفسه لله، فقد كانت أهم واجباتي، كمسلم حديث عهد بالاسلام، في الخمسينات من العمر، أن أتعلم صلاة الاسلام. وليس من الضروري ان يكون المرء خبيرا في الحاسب الآلي ليدرك أن الامر هنا يتعلق بمسألة اتصال.. ما أصلح فنون الاتصال للاتصال به؟

ومن المؤكد، على اي حال، انه لا شيء يعرض إسلام المرء للخطر اكثر من انقطاع صلته بربه، من ثم يصبح التسبيح بحمد الله هو العنصر المحوري في حياة كل من يعي ويدرك معنى ما يقوله، عندما يقول انه يؤمن بالله.

وبناء على ذلك، فإن من لا يصلي ليس بمؤمن من وجهة نظري[1]، فمن يؤكد لامرأة غائبة حبه لها، دون ان تكون لديه رغبة في التحدث اليها تليفونيا أو في الكتابة اليها، ودون ان يلقي نظرة واحدة على صورتها طوال اليوم، ليس محبا لها في حقيقة الامر.

وهذا ما ينطبق تماما على الصلاة، فمن يعي ويدرك حقا المعنى الحقيقي لوجود الله، ستكون لديه بالضرورة رغبة في التأمل وفي التوجه الى الله كثيرا. وبذلك فقط، يصير ما يردده المسلم كثيرا وهو يقرأ سورة الفاتحة:﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ (الفاتحة:5) حقيقة واقعة.

وكنت حتى تلك اللحظات أجهل ما يجب فعله واتباعه في الصلاة. ناهيك عن قدرتي على الحفظ والتلاوة باللغة العربية، ومن ثم كانت أولى أولوياتي آنذاك هي التغلب على هذا النقص. وقبل أن امعن في دراسة مقدمة مصورة باللغة الالمانية للصلاة الاسلامية، تحظى بأكبر


[1] بل هو كذلك من حيث الأدلة الشرعية، فالكثير منها يعتبر الصلاة مظهرا لا يستغنى عنه لإثبات الإيمان، وقد ورد في الحديث الصحيح (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها، فقد كفر)

اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست