قال:
شهاداتها المرتبطة بالحضارة الإسلامية، ومن ذلك قولها: (كيف نستطيع أن نقول إن
الإسلام عاق نموّ الثقافة في القرون السالفة ونحن نعلم أن بلاطات الإسلام ومدارسه
كانت آنذاك منارات ثقافة لأوروبا الغارقة في ظلمات القرون الوسطى، وأن أفكار
الفلاسفة العرب بلغت آنذاك منزلة رفيعة جعلت العلماء الغربيين يقتفون آثارهم، وأن
هارون الرشيد أصدر أمره آنذاك بأن يلحق بكل مسجد مدرسة يتلقى فيها الطلاب مختلف
العلوم، وأن المكتبات الحافلة بمئات الآلاف من الكتب كانت مشرعة الأبواب آنذاك في
وجه العلماء والدارسين في طول العالم الإسلامي وعرضه؟ ألم يكن العرب أول من
اصطنعوا الطرائق التجريبية قبل أن يعلن بيكون ضرورتها بزمن طويل؟ وتطور الكيمياء، وعلم
الفلك، ونشر العلم الإغريقي، وتعزيز دراسة الطب، واكتشاف مختلف القوانين
الفيزيائية، أليست هذه من مآثر العرب؟)[1]
قلت:
فما الخامسة؟
قال:
شهاداتها عن نظام الأسرة الذي شرعه الإسلام، فقد قالت: (في ما يتصل بالزواج لا
تطالب السّنة الإسلامية بأكثر من حياة أمينة إنشائية يسلك فيها المرء منتصف
الطريق، متذكرًا الله من ناحية، ومحترمًا حقوق الجسد والأسرة والمجتمع وحاجاتها من
ناحية ثانية)[2]
وقالت:
(إنه لم يقم الدليل حتى الآن، بأي طريقة مطلقة، على أن تعدد الزوجات هو بالضرورة
شر اجتماعي وعقبة في طريق التقدم. ولكنا نؤثر ألا نناقش المسألة على هذا الصعيد.
وفي استطاعتنا أيضاً أن نصرّ على أنه في بعض مراحل التطور الاجتماعي، عندما تنشأ
أحوال خاصة بعينها، كأن يقتل عدد من الذكور ضخم إلى حد استثنائي في الحرب مثلاً،
يصبح تعدد الزوجات ضرورة اجتماعية والحق أن الشريعة الإسلامية التي تبدو اليوم
وكأنها حافلة بضروب التساهل في هذا الموضوع إنما قيدت تعدد الزوجات بقيود معينة،
وكان هذا التعدد