وقالت:
(من حسن الطالع أن الجمود مرض لابدّ أن يزول، بل إنه في الواقع شرع يزول في ما
يبدو. فإلى الكتاب العزيز الذي لم يحرّفه قط لا أصدقاؤه ولا أعداؤه، لا المثقفون
ولا الأميون، ذلك الكتاب الذي لا يبليه الزمان والذي لا يزال إلى اليوم كعهده يوم
أوحى الله به إلى الرسول الأمي البسيط آخر الأنبياء حملة الشرائع عليهم السلام،
إلى هذا المصدر الصافي دون غيره سوف يرجع المسلمون حتى إذا نهلوا مباشرة من معين
هذا الكتاب المقدس فعندئذ يستعيدون قوتهم السابقة من غير ريب. وثمة بيّنات قوية
على أن هذه العملية قد بدأت فعلاً)[1]
وهي تذكر
ما يتميز به القرآن الكريم من الجاذبية، فقالت: (إن هذا الكتاب، الذي يتلى كل يوم
في طول العالم الإسلامي وعرضه، لا يوقع في نفس المؤمن أيما حسّ بالملل. على العكس،
إنه من طريق التلاوة المكررة يحبب نفسه إلى المؤمنين أكثر فأكثر يومًا بعد يوم.
إنه يوقع في نفس من يتلوه أو يصغي إليه حسًا عميقًا من المهابة والخشية. إن في
إمكان المرء أن يستظهره في غير عسر، حتى إننا لنجد اليوم، على الرغم من انحسار
موجة الإيمان، آلافًا من الناس القادرين على ترديده عن ظهر قلب. وفي مصر وحدها عدد
الحفاظ أكثر من عدد القادرين على تلاوة الأناجيل عن ظهر قلب في أوروبا كلها)[2]
وهي تذكر
مدى انسجام ما ذكره القرآن من الكونيات مع البحث العلمي: (فيما يتصل بخلق الكون
فإن القرآن على الرغم من إشارته إلى الحالة الأصلية وإلى أصل العالم.. لا يقيم
أيما حدّ مهما يكن في وجه قوى العقل البشري، ولكنه يتركها طليقة تتخذ السبيل الذي
تريد)[3]
قلت:
فما الثانية؟
قال:
شهاداتها حول رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. فلها ثناء عطر على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يعبر عما يحمله