يصف
الرب المعرفة الدنيوية بالغباوة)؟ مفهومان مختلفان، بل عالمان منفصلان تمامًا،
حدّدا بهذا طريقين متناقضين للعلم والفكر في الشرق والغرب وبهذا اتسعت الهوة بين
الحضارة العربية الشامخة والمعرفة السطحية المعاصرة في أوروبا حيث لا قيمة لمعرفة
الدنيا كلها)[1]
وقالت:
(لم تكن المساجد مجرد أماكن تؤدى فيها الصلوات فحسب، بل كانت منبرًا للعلوم
والمعارف، كما ارتفعت فيها كلمات الرسول فوق مجد التديّن الأعمى. ألم يقل أقوالاً،
كان يكفي لأن يقولها في روما حتى يحاكم عليها بتهمة الهرطقة؟ أو ليس هو القائل بأن
حبر الطالب أقدس من دم الشهيد؟)[2]
وتحدثت
عن الثراء الفكري للإسلام، والذي حصل بسبب مناقشته للأديان الأخرى، فالإسلام لم
يستفد من مناظرته لمخالفيه إلا قوة، قالت: (لم تلبث الديانة الإسلامية الفتية
السائرة في طريقها بعزم وثبات، أن اصطدمت بالديانات الأخرى في كل مكان. فهنا يقف
رجال المذاهب المسيحية وجهًا لوجه أمام رجال المذاهب الإسلامية على أتم استعداد
للمجادلة، وهنا تقسم هذه المجادلات واختلاف وجهات النظر المسلمين أنفهسم إلى مدارس
ومذاهب، وكان من الممكن أن يؤدي هذا إلى نهاية النهضة العربية الإسلامية وهي في
مهدها. ولكن ما حدث كان على خلاف ذلك تمامًا، فإن إكراه الإسلام للفتى على أن يجرب
قواه الفكرية مع ديانات وفلسفات أخرى في محاجات فكرية وفلسفية قد أفاده أكبر إفادة
وأكسبه خبرة ومرانًا)[3]
وتحدثت
بإعجاب عن صفاء التوحيد في الإسلام، وخلو العبودية فيه من الاستعباد
[3] شمس العرب تسطع على
الغرب، ص 372، وهذا ما يدعو إلى الاستفادة من تراث المسلمين جميعا بمدارسهم جميعا،
فلا يمكن أن يمثل الإسلام في وظيفته الدعوية مدرسة واحدة، فالعقول المختلفة تستدعي
تنوعا في الطرح.