ومهيمن
على دينه مباح له التكلم بخصوص الأمور الدينية فليس هو رقيقًا للمشايخ. يعبد الله
وحده لا يحتاج إلى وسيط، وإنما كان متى أدركته أوقات الصلاة فهنالك محل لعبادته،
ولعلماء المسلمين الحرية التامة للاحتراف والاشتغال ولكن أكثر علمائهم يتعاطون
تعليم الدين للناس. وأي مسلم يستطيع أن يقول: (إني بتسليم نفسي لإرادة الله) نائب
عن الدين الذي علمه محمد. والحق يقال بأن كافة المسلمين في الدنيا مرشدون بهذا
الهدى الاجتماعي)[1]
ويتحدث
عن مزايا الشعائر الإسلامية المختلفة، فيقول: (الصلاة عمادها الطهارة والنظافة،
ومعلوم أن النظافة من الإيمان والوضوء والصلاة لهما أعمال دقيقة جدًا وليس بإمكان
أحد القسيسين أن يقول بحق أحد النصارى بأننا نستطيع تعلمها من أي مسلم نصادفه.
وأما الزكاة فيحق لها أن تدعى (الصلاة النقدية).. ولكي تكون مقبولة عند الله فمن
الواجب على المزكين أن يبيّنوا ملكيتهم لما وهبوه شرعًا ولا يجوز أن يكون فيه ما
حرم كسبه.. وكل من يعطي فوق فريضة الزكاة فأجره على الله. والحج إلى مكة (المشرفة)
مهم جدًا لأنه يتكون منه اجتماع المسلمين من كافة أقطار العالم ويتأتى عنه التعارف
والاتحاد، وهذا شيء ليس للنصارى فيه من نصيب. وفوق هذا فإنه من أقوى العوامل
والأسباب على نشر العلم والآداب.. أما الصوم فهو تمرين يعتاده الإنسان وله نفع
عظيم، كما أن الطهارة والنظافة معقولان، كذلك الصوم المتمّم للأحوال الصحية التي
يطلبها الطبيب)[2]
ورد على
شبهة (الاسترقاق)، فيقول: (إنا نرى الأغبياء من النصارى يؤاخذون دين الإسلام كأنه
هو الذي قد سنّ الاسترقاق، مع أن محمدًا قد حضّ على عتق الرقاب وهذه أسمى واسطة
لإبطاله حقيقة)[3]