ويجب
علينا أن لا ننسى عندئذ أيضًا أن الدليل القاطع يتطلب لقبوله أكثر من كونه ممكنًا
وأنه في مثل هذا الموضوع يصعب الحصول عليه)[1]
لايتنر:
من
الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا الفصل اسم (لايتنر) [2]، فسألت الغريب عنه، فقال: هذا رجل
من الباحثين الصادقين، وهو لا يقل عن صاحبنا السابق، فكلاهما انتدب ليدعو قومه إلى
الإسلام.
وسأذكر
لك من شهاداته ما يثبت لك ذلك:
لقد تحدث
عن أصالة رسالة النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. بل هو يصرح أن ما كان يتلقاه محمد a وحي يوحى، فقال: (بقدر ما أعرف من
دينيْ اليهود والنصارى أقول بأن ما علمه محمد ليس اقتباسًا بل قد (أوحي إليه به)
ولا ريب بذلك طالما نؤمن بأنه قد جاءنا وحي من لدن عزيز عليم. وإني بكل احترام
وخشوع أقول: إذا كان تضحية الصالح الذاتي، وأمانة المقصد، والإيمان القلوب الثابت،
والنظر الصادق الثاقب بدقائق وخفايا الخطيئة والضلال، واستعمال أحسن الوسائط
لإزالتها، فذلك من العلامات الظاهرة الدالة على نبوة محمد وأنه قد أوحي إليه)[3]
وتحدث عن الدور التصحيحي الذي جاء به
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم للأديان المحرفة، فقال: (إن الديانة النصرانية التي ودّ محمد
إعادتها لأصلها النقي كما بشر بها المسيح تخالف التعاليم السّرية التي أذاعها بولس
والأغلاط الفظيعة التي أدخلها عليها شيع النصارى.. ولقد كانت آمال محمد وأمانيه أن
لا تخصص بركة دين إبراهيم لقومه خاصة، بل تعم الناس جميعًا، ولقد صار
[2] هو باحث إنكليزي، حصل على
أكثر من شهادة دكتوراه في الشريعة والفلسفة واللاهوت، وزار الأستانة عام 1854، كما
طوف بعدد من البلاد الإسلامية والتقى برجالاتها وعلمائها.