بجعل
الصدقة سنة محبوبة بل يجعلها فرضًا حتمًا على كل مسلم، وقاعدة من قواعد الإسلام ثم
يقدرها بالنسبة إلى ثروة الرجل.. جميل والله هذا، وما هو إلا صوت الإنسانية، صوت
الرحمة والإخاء والمساواة)[1]
وهو يحث
قومه وغيرهم ليعرفوا قيمة الإسلام، والمعاني النبيلة التي يحملها، فيقول: (هذا
الدين الإسلام فيه للمبصرين أشرف معاني الروحانية وأعلاها، فاعرفوا له قدره ولا
تبخسوه حقه. ولقد مضى عليه مئتان وألف عام وهو الدين القويم الصراط المستقيم لخمس
العالم. وما يزال فوق ذلك دينًا يؤمن به أهله من حبّات أفئدتهم. ولا أحسب أن أمة
من النصارى اعتصموا بدينهم اعتصام المسلمين بإسلامهم، إذ يوقنون به كل اليقين
ويواجهون به الدهر والأبد.. وأن كلمة التوحيد والتكبير والتهليل لترنّ آناء الليل
وأطراف النهار في إرواء تلك الملايين الكثيفة. وأن الفقهاء ذوي الغيرة في الله
والتفاني في حبه ليأتون شعوب الوثنية بالهند والصين والمالاي ماليزيا فيهدمون
أضاليلهم ويشيدون مكانها قواعد الإسلام، ونعم ما يفعلون)[2]
ويتحدث
عن الثمار العظيمة التي حققها الإسلام في فترة وجيزة، فيقول: (لقد أخرج الله العرب
بالإسلام من الظلمات إلى النور وأحيا به من العرب أمة هامدة.. وهل كانت إلا فئة من
جوالة الأعراب خاملة فقيرة تجوب الفلاة منذ بدء العالم لا يسمع لها صوت ولا تحس
منها حركة فأرسل الله لهم نبيًا بكلمة من لدنه ورسالة من قبله فإذا الخمول قد
استحال شهرة والغموض نباهة والضعة رفعة والضعف قوة والشرارة حريقًا، ووسع نوره
الأنحاء.. وعقد شعاعه الشمال بالجنوب والمشرق بالمغرب، وما هو إلا قرن بعد هذا
الحادث حتى أصبح لدولة العرب رجل في الهند ورجل في الأندلس، وأشرقت دولة الإسلام
حقبًا عديدة ودهورًا