ولذلك
قصدت أن يكون بحثي أولاً في تحقيق شخصيته وتقرير حقيقته الأدبية علّني أجد في هذا
البحث دليلاً جديدًا على صدقه وأمانته المتفق تقريبًا عليها بين جميع مؤرخي
الديانات وأكبر المتشيعين للدين المسيحي)[1]
ويتحدق عن أصالة رسالة النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فيقول: (ثبت
إذن أن محمدًا لم يقرأ كتابًا مقدسًا ولم يسترشد في دينه بمذهب متقدم عليه)[2]
ويقول: (لو رجعنا إلى ما وضحه الحكماء عن النبوة ولم
يقبل المتكلمون من المسيحيين لأمكننا الوقوف على حالة مشيد دعائم الإسلام وجزمنا
بأنه لم يكن من المبتدعين.. ومن الصعب أن تقف على حقيقة سماعه لصوت جبريل عليه
السلام.. إلا أن معرفة هذه الحقيقة لا تغير موضوع المسألة لأن الصدق حاصل في كل
حال)[3]
ويقول: (لا يمكن أن ننكر على محمد في الدور الأول من
حياته كمال إيمانه وإخلاص صدقه، فأما الإيمان فلن يتزعزع مثقال ذرة من قلبه في
الدور الثاني الدور المدني وما أُوتيه من نصر كان من شأنه أن يقويه على الإيمان
لولا أن الاعتقاد كله قد بلغ منه مبلغًا لا محل للزيادة فيه.. وما كان يميل إلى
الزخارف ولم يكن شحيحًا.. وكان قنوعًا خرج من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير مرة
في حياته.. تجرد من الطمع وتمكن من نوال المقام الأعلى في بلاد العرب ولكنه لم
يجنح إلى الاستبداد فيها، فلم يكن له حاشية ولم يتخذ وزيرًا ولا حشما، وقد احتقر
المال)[4]
ويتحدث
عن الآلام الكثيرة التي تحملها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في سبيل تعليم الناس حقائق