ويتحدث
عن نزاهة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
وكونه فوق كل الشبهات التي يزعمها الزاعمون، فيقول: (ماذا بقي من مزعم لزاعم؟
إيمان امتحنه البلاء طويلاً قبل أن يفاء عليه بالنصر وما كان النصر متوقعًا أو شبه
متوقع لذلك الداعي إلى الله في عاصمة الأوثان والأزلام.. ونزاهة ترتفع فوق
المنافع، وسمو يتعفف عن بهارج الحياة، وسماحة لا يداخلها زهو أو استطالة بسلطان
مطاع. لم يفد. ولم يورث آله، ولم يجعل لذريته وعشيرته ميزة من ميزات الدنيا
ونعيمها وسلطانها. وحرم على نفسه ما أحلّ لآحاد الناس من أتباعه، وألغى ما كان
لقبيلته من تقدم على الناس في الجاهلية حتى جعل العبدان والأحابيش سواسية وملوك
قريش. لم يمكن لنفسه ولا لذويه. وكانت لذويه بحكم الجاهلية صدارة غير مدفوعة،
فسوّى ذلك كله بالأرض أي قالة بعد هذا تنهض على قدمين لتطاول هذ المجد الشاهق أو
تدافع هذا الصدق الصادق؟ لا خيرة في الأمر، ما نطق هذا الرسول عن الهوى.. وما ضلّ
وما غوى.. وما صدق بشر إن لم يكن هذا الرسول بالصادق الأمين)[2]
ويتحدث
عن الأثر العظيم الذي خلفه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فيقول: (أي الناس أولى بنفي الكيد عن سيرته من (أبي القاسم)
الذي حول الملايين من عبادة الأصنام الموبقة إلى عبادة الله رب العالمين، ومن
الضياع والانحلال إلى السموّ والإيمان، ولم يفد من جهاده لشخصه أو آله شيئًا مما
يقتتل عليه طلاب الدنيا من زخارف الحطام؟)[3]
ويتحدث
عن عظم شخصية رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فيقول: (كان محمد يملك حيويته ولا تملكه حيويته. ويستخدم
وظائفه ولا تستخدمه وظائفه. فهي قوة له تحسب في مزاياه، وليست ضعفًا