وعبر
الستينات كتب العديد من الفصول، وألقى العديد من المحاضرات في المناسبات الإسلامية
والمسيحية على السواء، متوخيًا هذا الهدف.
وقد
التقيت به في بعض تلك المناسبات، وكان من شهاداته فيها قوله: (إن الآية التي
أستطيب ذكرها هي التي تنبع سماحًا إذ تقول:﴿ وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا
وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
﴾ (العنكبوت: 46) ذلك ما يقوله
المسلمون للمسيحيين وما يؤمنون به لأنه كلام الله إليهم. إنها لعبارات يجدر بنا
جميعًا، مسيحيين ومسلمين، أن نرددها كل يوم، فهي حجارة الأساس في بناء نريده أن
يتعالى حتى السماء، لأنه البناء الذي فيه نلتقي والذي فيه نلقى الله: فحيث تكون
المحبة يكون الله. والواقع أن القرآن يذكر صراحة أن الكتب المنزلة واحدة، وأن
أصلها عند الله، وهذا الأصل يدعى حينًا (أم الكتاب) وحينًا آخر (اللوح المحفوظ) أو
(الإمام المبين)[1]
وعير عن
إعجابه الشديد برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: (إن محمدًا كان أميًا لا يقرأ ولا يكتب. فإذا بهذا
الأمي يهدي إلى الإنسانية أبلغ أثر مكتوب حلمت به الإنسانية منذ كانت الإنسانية،
ذاك كان القرآن الكريم، الكتاب الذي أنزله الله على رسوله هدى للمتقين)[2]
وقال:
(في مكة.. أبصر النور طفل لم يمرّ ببال أمة، ساعة ولادته، أنه سيكون أحمد أعظم
الرجال في العالم بل في التاريخ، ولربما أعظمهم إطلاقًا)[3]
وقال:
(هنا عظمة محمد. لقد استطاع، خلال تلك الحقبة القصيرة من الزمن، أن يحدث