الفرنسي،
سابقًا، وهو رجل تتميز ثقافته بالعمق والشمولية، والرغبة الجادة في البحث عن الحق
مهما كان الثمن الذي يكلفه.
وقد أتيح
له منذ مطلع الأربعينات أن يحتك بالفكر الإسلامي والحياة الإسلامية، وقد ازداد هذا
الاحتكاك بمرور الوقت، وتمخض عن اهتزاز قناعاته المادية وتحوله بالتدريج إلى خط
الإيمان، الأمر الذي انتهى به إلى فصله من الحزب الشيوعي الفرنسي، كما قاده في
نهاية الأمر (أواخر السبعينات) إلى اعتناق الإسلام، حيث تسمى بـ(رجاء جارودي).
وقد كتب
العديد من المؤلفات منها: (حوار الحضارات)، (منعطف الاشتراكية الكبير)، (البديل)،
(واقعية بلا ضفاف)، وبعد إسلامه أنجز سيرة ذاتية خصبة وعددًا من المؤلفات، أبرزها:
(وعود الإسلام)، فضلاً عن العديد من المحاضرات التي ألقاها في أكثر من بلد.
قلت:
لا شك أنك التقيت به، فقد كان له ـ مثلك ـ رحلات كثيرة، وهو يحضر المؤتمرات
والندوات، ولا يقصر في ذلك.
قال:
أجل.. لقد التقيت به مرات عديدة.. وفي كل مرة كنت أسمع شيئا جديدا، ولم أكن السائل
بل كنت المستمع المتنصت.
في أحد
تلك المؤتمرات سأله بعضهم قائلا: نسمع كلاما كثيرا عن الإسلام.. فما هو الإسلام؟
التفت
روجيه إلى السائل، وقال: (إن الإسلام لم يعد ذلك (الكافر) في زمن الصليبيين أو الـ
(إرهابي) في حرب التحرير الجزائرية، ولم يعد ذلك الأثر في المتحف الذي يتفحصه
المستشرق بعين العالم الاختصاصي بعاديات الحضارات، انطلاقًا من الحكم السبقي
بامتيازية الغرب.. بل لم يعد أكثر من هذا، ذلك الانفجار العلمي المذهل الذي كان،
عند الخروج من العصور الوسطى قد فتح الطريق ببساطة لعلومنا (الحديثة).. إنما
الإسلام هو تلك الرؤية لله وللعالم وللإنسان، التي تنيط بالعلوم وبالفنون وبكل
إنسان وبكل مجتمع مشروع بناء عالم