إليها
بحيث لا أرى أى امرأة أخرى ؛ وحساسيتها فى فهم ماذا أريد من الحياة أضاء أمالى،
ورغباتى، وأصبحت من الصلابة بمكان وأكثر إدراكا، وطغت على تفكيرى فى ماذا أعمل ؟
فى أحد
المناسبات - بعد حوالى أسبوع من زواجنا، أبدت لى هذه الملاحظة، لقد قالت لي: كم
أنت غريب الأطوار عن كل الناس؟ يجب عليك أن تخفض من الروحانيات فى الدين.. أنت
صوفى النزعة.. حساس فى صوفيتك.. تشير بأصابعك إلى ما حولك فى الحياة، ولك رؤية
متعمقة روحانية فيما يدور حولك يوميا من أشياء، بينما تمر مثل هذه الأشياء على
الآخرين بلا اكتراث.. ولكنك حينما تتجه إلى الدين، فكلك تركيز.. مع الناس الآخرين
فالوضع بالعكس تماما..
لكن إلسا
لم تكن فى حيرة، فهى تعلم عما أبحث حينما أتكلم معها عن الإسلام ؛ وبالرغم من أنها
لم تكن فى نفس درجتى من الإضطراب، إلا أن حبها لى جعلها تشاركنى تساؤلاتى.
كثيرا ما
كنا نقرأ القرآن سويا، ونتناقش أفكاره ؛ وكانت إلسا كما كنت أنا، معجبين بالتماسك
الداخلى بين تعاليمه الأخلاقية، وإرشاداته العملية. فاستنادا إلى القرآن الكريم،
فالله لم يدع الإنسان إلى أن يتضرع إليه معصوب العينين، بل لابد له أن يعمل عقله ؛
لم يتنح الله بعيدا عن الإنسان، بل هو أقرب إليه من حبل الوريد ؛ لم يخط الله خطا
فاصلا بين الإيمان والسلوك الإجتماعى.
والشئ
الذى يعتبر فى غاية الأهمية، أن الإسلام لم يبدأ من بديهية أن الحياة محملة
بالصراع بين الروح والجسد، وأن النجاة هى فى تحرير الإنسان من قيود الجسد.. كل
مظهر من مظاهر أنكار الحياة، وتحقير الإنسان لنفسه، أدانها الإسلام فى أحاديث
لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. مثل
ما ورد في حديث الثلاثة الذين قال لهم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (من رغب عن سنتى فليس منى)
فالإنسان
مطالب بأن يعيش حياته كاملة وبشكل إيجابى، فما منحت غرائزه إلا لتؤدى ثمرتها، ولكن
ليستخدمها بطهر وأخلاق وفى محلها الصحيح. ومن التعاليم للإنسان: أنه ليس