أن صورة
السيد المسيح عليه السلام التى يجمع فيها بين الإنسان وصفة الخالق، هذه الصورة لا
يمكن تصديقها أبداً.
إلى جانب
ذلك، فقد ورد بخاطرى أن المسيحية ليست إلا علاقة بين الإنسان وربه، ولاشأن لها بأى
حال من الأحوال بشئون الناس الاعتيادية كالشئون المالية مثلا أو العمالة أو أى نوع
من أنواع التقنين لحياة الناس، أضف إلى ذلك التوجيهات العامة، التى وجدت أنها
عسيرة التطبيق، ومن ذلك مبدأ المحبة، محبة الإنسان لأخيه الإنسان، هذا المبدأ لا
يمكن أن تطبقه جماهير الناس فى ظل العقيدة النصرانية.
هذه
الأفكار التى كانت بخاطرى وقعت إبان الفترة التى تسمى فترة تمرد الطلاب على
الرأسمالية، فعندما بحثت هذه القضايا مع زميل مسلم ـ أصبح فيما بعد زوجاً لى ـ
وجدت أن الإسلام قد وضع فى اعتباره كل هذه المشكلات، واهتم بها أعظم الاهتمام
كمشكلة الاستغلال أو القوانين العامة الديقراطية وغير الديمقراطية ومشكلة المال
والإقتصاد وغيرها.. فقد أوجد الإسلام الحلول المناسبة لكافة هذه المشكلات
الدنيوية.
وكم كان
تأثرى عظيماً حينما علمت أن الإسلام يعترف بالإنسان باعتباره مخلوقاً له روح وجسد
فى آن واحد، كما أحببت مبدأ الاتصال المباشر بين الإنسان وخالقه دون أية وساطة من
أى نوع بينهما، فقد شعرت أن من اللائق جداً للإنسان أن يخضع لخالقه فقط لا لأى أحد
من خلقه.
كذلك شرح
لى زميلى المسلم بأنه لا يوجد فى الإسلام أى فصل بين الدين والدولة، فاقتنعت بذلك
تماماً، حيث وجدت من الضرورى أن لا يقتصر الإيمان والاعتقاد الدينى على الشئون
الشخصية فحسب، بل لابد أن يشمل كافة جوانب الحياة الإنسانية.. وهذه صفة مميزة
وخاصية فريدة للدين الإسلامى الحنيف، فهو لا يرفع شعار (دع ما لقيصر لقيصر وما لله
لله)، بل على العكس من ذلك تماماً إذ أن العبادة فى الإسلام لا تقتصر على المساجد،
بل تمتد