responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 389

كنت قد أسأت فى الكلام، أنا لا أتكلم معك كعدو.

لكن مضيفى هز رأسه قائلا: (لا.. فكما قلت لك، أنت مسلم، ولكنك لا تعرف نفسك.. لماذا لا تنطق الآن، وهنا بالشهادتين (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وتصبح مسلما فى حقيقة الأمر، فإنك مسلم قلبيا.. قلها يا أخى، قلها الآن، وسأصطحبك غدا لكابول لملاقاة الأمير، الذى سيستقبلك بذراعين مفتوحتين كشخص مثلنا، سيمنحك منازل وحدائق وأغنام، وسيحبك، قلها يا أخى..)

قلت: إذا قلت ذلك، سيكون نتيجة لأن عقلى قد استراح، وليس نتيجة لأن الأمير منحنى المنازل والحدائق.

لكن مضيفى أصر قائلا: أنت تعرف كثيرا عن الإسلام ز ربما أكثر من بعض المسلمين، ما هو الذى ما زلت تريد أن تعرفه؟

قلت: المسألة ليست مسألة فهم، إنها مسألة إقتناع، الإقتناع بأن القرآن الكريم هو فعلا كلمة الله، وليس مجرد كلمات من شخص نابه ذكى ذو عقلية متفوقة.

لكن كلمات صديقى الأفغانى أخذت تراودنى ولم تتركنى لشهور عدة.

أكملت رحلتى عبر أفغانستان عائدا مرة ثانية إلى هرات التى كنت قد ابتدأت منها، وكنا نقترب من الشتاء عام 1926، وهكذا تركت هرات فى المرحلة الأولى لطريق العودة للوطن، مستقلا القطار من الحدود الأفغانية إلى (ماف) فى التركستان الروسية، ثم إلى سمرقند، ثم إلى بخارى ثم إلى طشقند.. ومن ثم مارا بسهول التركمان إلى جبال الأورال، ثم موسكو.

وهالنى الدعاية والمعلقات التى تهاجم الدين والألوهية أينما أحل أو أرتحل[1]، وسأتوقف عن ذكرها لأنها مقززة.


[1] كتب ذلك في عهود الشيوعية.

اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست