وبهذه المناسبة
أنبه إلى أن الكتب التي تُرجمت إلى الأسبانية عن الإسلام ليست دقيقة في مضمونها،
خصوصاً بعد ما ترجم أحد الأسبان ـ وهو مسيحي يدعى (جان فونت) ـ معاني القرآن إلى
الأسبانية بطريقة بعيدة كل البعد عن النص القرآني أو معناه، مما جعل الذين اطلعوا
على هذه الترجمة من الأسبان يقولون: إن الإسلام دين غريب، ومما يدعو للأسف والأسى
ما جاء في تلك الترجمة الأسبانية على يد ذلك المترجم، وعلى الأخص (سورة الناس)
التي ترجمها إلى (سورة الرجال) وأخلَّ بمعناها وبمضمونها[1].
وعن سؤال
حول المسلمين في إسبانيا أجابني بقوله: بالرغم من أن المسيحية هي الديانة المنتشرة
في إسبانيا، فإن حرية الأديان متاحة للجميع، ولكن الإسلام ـ كما في كثير من الدول
الأوربية ـ يظل محدود الانتشار، ممّا يتطلب تنشيط حركة الدعوة الإسلامية ودعم
أنشطتها ووضع كافة الإمكانيات في سبيلها.
فيلي بوتولو:
من
الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا الفصل اسم (فيلي بوتولو)، فسألت الغريب
عنه، فقال: هذا اسم لعالم نفس ألماني، وهو أستاذ علم النفس بجامعة (ميونيخ)
بألمانيا الغربية، وقد اختار أن يسمى بعد إسلامه باسم (أبي الحسن) لحبه لأبي
الحسن الشاذلي.
وقد درس
القرآن الكريم، وتعمق في دراسة التصوف الإسلامي بحكم تخصصه كباحث في الظواهر
المختلفة في الأديان، وقد التقيت به وسألته عن سر إسلامه، وكان من جوابه لي قوله:
إنني وجدتُ في الإسلام راحة نفسية، لم تفتقدها ألمانيا الغربية فحسب، وإنما
تفتقدها أوربا كلها.
ثم قال
لي: إن شعوري بانجذاب للإسلام كان منذ فترة طويلة، ولكن أراد الله تعالى أن
[1] نتعجب من هيئات الرقابة
على المصاحف في الدول الإسلامية من اهتمامها الشديد بالنسخ العربية مع الإهمال
الشديد للترجمات المختلفة، وكأنها لا تمت بصلة للقرآن.