التصوّر
الذي كان يحمله معه عند ذهابه إلى لبنان، فقد كان يسيطر على مخيلته بعض الأضاليل
والافتراءات على الإسلام والمسلمين، والتي كانت منتشرة بصورة كبيرة في الغرب، مثال
ذلك أن الحرب المقدسة عند المسلمين هي العدوان على كل من لا يؤمن بعقيدتهم
الإسلامية[1].
لكنه بعد
أن قرأ بإمعان التاريخ الإسلامي، اتضح له بجلاء أن الإسلام عقيدة متسامحة، ودين لا
يُفرض على الآخرين بالإكراه.
قلت:
فهل التقيت به؟
قال:
أجل.. لقد التقيت به في بيروت، وكان من جوابه لي عن سر اعتناقه للإسلام قوله: أريد
القول: إن حظّي كان كبيراً، لأن الفرصة قد أتاحت لي الدراسة، ولكن ليس بطريقة
أكاديمية، وإنما عن طريق اتصالات الصداقة مع مجموعة من الناس الذين كانت مهمتهم
تنوير الناطقين بالإنجليزية بحقيقة طبيعة العقيدة الإسلامية، فضلاً عن ذلك أنني
قرأت كل ما وصلت إليه يداي، كما أنني ناقشتُ مع الذين أعمل معهم بعض القضايا التي
يُثار الجدل حولها.. وبهذه الطريقة توصلت إلى طبيعة وحقيقة الإسلام، ليس على أنه
نظام يجب دراسته ـ وهي الطريقة التي يتبعها معظم الغربيين في معرفة الإسلام ـ ولكن
كعقيدة فعالة، ومنهج وطريق للحياة، وكنت في بداية الأمر مهتماً بهذه الأمور.. أمّا
الآن فإنني أُكنُّ كل احترام وتقدير للإسلام وأتعاطف معه.
قلت:
فما أثر الإسلام في حياتك؟
قال:
إنني أعتقد أن تجربتي المشتركة مع المسلمين قد جعلتني أكثر تسامحاً من قبل.. كما
أن تلك التجربة قد جعلتني مدركاً لبعض الأمور التي تحيط بي أكثر من الماضي.
بالإضافة
إلى هذا، أصبحتُ متفهماً لوضع المرأة في الإسلام، على عكس ما يعتقد
[1] انظر تفاصيل الرد على
الشبهات المرتبطة بهذا في رسالة (سلام للعالمين)، ورسالة (ثمار من شجرة النبوة) من
هذه السلسلة.