أقف في
مساجد أسطنبول ودمشق وبيت المقدس والقاهرة وغيرها من المدن ـ أحس شعوراً عميقاً
بقدرة الإسلام في بساطته، على الارتفاع بروح البشر إلى الآفاق العليا، بدون حاجة
إلى زخارف أنيقة، أو تماثيل، أو صور، أو موسيقى، أو طقوس رسمية.. فالمسجد مكان
للتأمل الهادئ، ونسيان الذات وفنائها، واندماجها في الحقيقة الكبرى، في ذكر الله
الأحد:
قلت:
فما السادس؟
قال:
ديمقراطية الإسلام.. فقد أثار إعجابي تساوي الحقوق بين الملك صاحب السلطان، وبين
الفقير المتسول داخل جدران المسجد، فهم يسجدون جميعاً لله، ليست هناك مقاعد
تستأجر، ولا أماكن تحجز لفئة دون أخرى.
قلت:
فما السابع؟
قال:
لا يؤمن المسلم بوسيط بينه وبين ربه، بل يتجه رأساً إلى الله، خالق الخلق، وواهب
الحياة، وهو لا يراه دون التجاء إلى صكوك غفران، أو إلى أحد لمنحه منحة الخلاص.
قلت:
فما الثامن؟
قال:
الأخوة العالمية الشاملة في الإسلام، بغض النظر عن اختلاف العنصر أو المذهب
السياسي أو اللون أو الإقليم فقد ثبت ذلك عندي بكل يقين واقتناع مرات ومرات..
رينيه جينو:
من
الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا الفصل اسم (رينيه جينو)، فسألت الغريب عنه،
فقال: هذا الاسم الأصلي للعالم والفيلسوف والحكيم عبدالواحد يحيي، الذي درس
الأديان عامة، ثم اعتنق الإسلام، فأحدث إسلامه ضجة كبرى في أوربة وأمريكا، وكان
سبباً في دخول الكثيرين إلى الإسلام.
وقد ألف
الكثير من الكتب التي ساهمت مساهمة كبيرة في نشر الإسلام، منها (أزمة العالم
الحديث) و(الشرق والغرب) و(الثقافة الإسلامية وأثرها في الغرب)، كما أصدر مجلة
سماها