يمكن أن
يقال من ألفاظ السباب واللعن والتهديد والوعيد وصار الجميع من أخوال وأعمام فضلاً
عن الأب في حالة عصبية انفعالية في الكلام والسلوك فهم غاضبون من كل شئ ومن أي شئ …
وكنت
أستمع إلى الشتائم توجه إلى أمي من الأقارب والأخوال والأعمام، فمن قائل: إنها
كانت تشبه المسلمين في كذا وكذا، وهذا الخال يوجه كلامه إلي قائلاً: (انظر كيف
تركتكم، وتخلت عنك وعن أختك ؟! انظروا من سوف يرعاكم ويقوم على تربيتكم ؟!).. أما
العم فقد كان يقول كلامًا مشابهاً ويقول موجهاً كلامه لي ولأختي: (ترى لو ذهبت أنت
وأختك إليها وتوسلتما إليها وبكيتما بين يديها.. هل ترجع إليكم؟!)
وكان
العم يذهب إليها في الجهات المختصة ليوقع الإقرار تلو الإقرار بعدم التعرض لها..
وأحيانًا كان يلقاها ويستعطفها كي تعود إلى ولديها لشدة حاجتهما إليها، ولكن أمي
رفضت بشدة بعدما ذاقت حلاوة الإسلام والإيمان وأسلمت لله رب العالمين وتركتنا
وديعة عند من لا تضيع عنده الودائع سبحانه هو خير حافظٍ وهو أرحم الراحمين، وأيقنت
أن الله سوف يحرسنا بعينه ويرعانا برعايته[1].
قال
الغريب: ثم أخبرني هذا الفتى عن بعض البلاء الذي تعرض له بسبب إسلام أمه، ثم كيف
بدأ يتلقى أنوار الإسلام، فقال: أخذت العنوان وقفلت راجعًا إلى منزلنا أفكر في
الأمر، وبعد يومين أو ثلاثة عزمتُ على زيارة أمي على عنوانها الجديد في موعد يسبق
يوم الثلاثاء اللاحق لموقف القس السابق في درس الكنيسة، وبلغت مسكن الوالدة وشاء
الله أن يكون ذلك مع أذان المغرب.. وأستمع إلى أذان المغرب وكأني أسمعه لأول مرة
برغم سماعي له آلاف المرات ولكن الأذان هذه المرة وقع مغاير تمامًا لما ألفته من
قبل.
[1] هذا الموقف مع ما فيه من
الصدق والإخلاص إلا أن الداخل للإسلام لا ينبغي أن يفرط في أي شيء يرتبط بحياته
وبمسؤولياته، بل إن اعتناقه للإسلام لا ينبغي أن يزيده إلا حرصا على هذه
المسؤوليات.